بحث عقدي في لفظ السيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين
المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين
جاءت نصوص دالة على جواز إطلاق السيد على المخلوقين، وجاءت أحاديث فهم منها بعض العلماء النهي عن ذلك.
وقد تعددت أقوال العلماء في كيفية الجمع بينها، وسأذكر هنا - أولا - أدلة الجواز، فأدلة المنع، ثم أقوال العلماء في الجمع بينها، والراجح في نظري:
أولا: أدلة الجواز:
١ - قوله - تعالى ـ: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب؟﴾ (١).
٢ - قوله - تعالى ـ: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (٢).
فقد احتج الإمام مالك - رحمه الله تعالى - على الجواز بهاتين الآيتين (٣).
وقال الجصاص - رحمه الله تعالى ـ: «وقوله تعالى: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ يدل على أن غير الله - تعالى - يجوز أن يسمى بهذا الاسم؛ لأن الله - تعالى - سمى يحيى سيدا» (٤).
٣ - قوله -؟ ـ: «أنا سيد ولد آدم» (٥).
_________
(١) يوسف، آية (٢٥).
(٢) آل عمران، آية (٣٩).
(٣) انظر: عمدة القاري (١١/ ٨ - ٩).
(٤) أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٢٩٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ١٢١٥) رقم (٣١٦٢)، و(٤/ ١٧٤٥) رقم (٤٤٣٥)، ومسلم في صحيحه (١/ ١٨٤).
1 / 179