فعل النغير؟» (١).
ومع الكبار كان للرسول ﷺ مواقف يروي أحدها أنس بن مالك ﵁ فيقول: إن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، قال: وكان النبي ﷺ يحبه وكان دميمًا، فأتاه النبي ﷺ يومًا يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصر: فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ﷺ فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه، وجعل النبي ﷺ يقول: «من يشتري العبد» فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدًا، فقال النبي: «لكن عند الله أنت غال» (٢).
إنه حسن خلق من كريم سجاياه وشريف خصاله ﵊.
ومع تبسط الرسول ﷺ مع أهله وقومه فإن لضحكه حدًا فلا تراه إلا مبتسمًا كما قالت عائشة ﵂: «ما رأيت رسول الله مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته (٣)، وإنما كان يبتسم» (٤).
ومع هذه البشاشة وطيب المعشر إلا أنه ﷺ يتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله قالت عائشة ﵂: قدم رسول الله ﷺ
_________
(١) متفق عليه.
(٢) رواه أحمد.
(٣) اللهوات: جمع لهات: وهي اللحم التي في أقصى سقف الفم.
(٤) متفق عليه.
1 / 37