فقال حسين: أهديت إليها البعض، واشترى لها شقيقها البعض الآخر.
والتفت نحو أبيه مستطردا: سوف أجد عملا، وسيبحث عبده نسيبي عن عمل أيضا، وعلى أية حال فهو لن يقيم بيننا إلا أياما.
وانتهزت المرأة فرصة الهدوء الذي أعقب الزوبعة فقالت لزوجها: تعال يا معلم سلم على أهل ابنك.
ولحظت ابنها بطرف خفي وغمزت بعينها، فقال الشاب بغضاضة من يستكره التودد بطبعه: هلا أكرمتني حيال أهلي؟
وتردد الرجل لحظة ثم قال بامتعاض: كيف تريدني على الاعتراف بهذا الزواج الذي لم أباركه؟!
ولما لم يسمع من مجيب، نهض متأففا، ففتحت المرأة الباب وتقدمته، وانتقلوا إلى الحجرة الأخرى جميعا، وسلموا، ورحب المعلم بزوج ابنه وشقيقها .. انطوت الصدور عما بها؛ أما الوجوه فقد أشرقت بالترحاب والمجاملة. وكان المعلم كرشة قد سلم بالأمر الواقع، ولكنه لبث قلقا لا يدري أأخطأ بتسليمه أم أصاب؟! ولم تصف نفسه من موجدة واستياء. ثم انتبهت عيناه النائمتان في أثناء الحديث إلى شقيق الفتاة فتفحصه بعناية، وما عتم أن تولاه اهتمام مفاجئ أنساه قلقه وموجدته واستياءه! .. كان شابا يافعا، وسيم الطلعة، خفيف الظل، فجعل يحاوره ويرنو إليه بطرف يقظ، وطابت نفسه وصفت، وسرت في أعماقه هزة سرور وحماس، فتفتح قلبه للأسرة الجديدة، ورحب بها مرة أخرى ولكن بشعور جديد، وسأل ابنه بلطف: أليس لك أثاث يا حسين؟
فقال حسين: غرفة نوم مكومة عند الجيران.
فقال المعلم بلهجة آمرة: اذهب وأحضر عفشك. •••
وخلا حسين إلى أمه، وجلسا يتحدثان ويدبران أمورهما، وفي ختام الحديث صاحت به فجأة: ألم تعلم بما حدث؟! .. اختفت حميدة.
فلاحت الدهشة في وجه الشاب وسألها: كيف؟
نامعلوم صفحہ