الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة
Al-Zuhur al-muqtatafa min tarikh Makka al-Musharrafa
اصناف
أما ولاية إياد :فقال الزبير بن بكار : حدثنا عمر بن أبى بكر الموصلى ، عن غير واحد من أهل العلم بالنسب ، قالوا : لما حضرت نزار الوفاة آثر إيادا بولاية الكعبة ، وأعطى مضر ناقة حمراء ؛ فسميت : مضر الحمراء ، وأعطى ربيعة الفرس فرسه ؛ فسمى : ربيعة الفرس ، وأعطى أنمار جارية تسمى بجيلة ، فحضنت بنيه ؛ فسموا : بجيلة أنمار .
ويقال : أعطى إيادا عصاه وحلته.
ورأيت لإياد بن نزار وإخوته المشار إليهم خبرا يستظرف فى ذكائهم ومعرفتهم بما أخبروا به من صفة البعير الذى سئلوا عنه مع كونهم لم يروه ، وغير ذلك.
وأما ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة : فذكر الفاكهى فيها خبرا طويلا ، فيه : ثم وليت حجابة البيت إياد ، وكان أمر البيت إلى رجل منهم يقال له : وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد. ثم قال بعد أن ذكر شيئا من خبره : ثم إن مضر أديلت بعد إياد ، وكان أول من ديل منهم : عدوان وفهم ، وأن رجلا من رياد ورجلا من مضر خرجا يتصيدان ، فمرت بهما أرنب ، فاكتنفاها يرميانها ، فرماها الإيادى ، فزل سهمه ، فنظم قلب المضرى فقتله.
فبلغ الخبر مضر ، فاستغاثت بفهم وعدوان يطلبون لهم قود صاحبهم ، فقالوا : إنما أخطأه ، فأبت فهم وعدوان إلا قتله ، فتناوش الناس بينهم بالمدور وهو مكان ، فسمت مضر من إياد ظفرا ، فقالت لهم إياد : أجلونا ثلاثا ، فلن نساكنكم أرضكم ، فأجلوهم ثلاثا ، فظعنوا قبل المشرق ؛ وكانوا
صفحہ 227