زہری احادیث و سیرت
الز هري أحاديثه وسيرته
اصناف
ثم قال: إن الناس كانوا في حياة رسول الله أهل سنة، ولم يكن لهم كثير عبادة، ولكنهم كانوا يؤدون الأمانة ويصدقون النية، فلما مات رسول الله هبط الناس درجة، وكانوا على شريعة من أمرهم مع أبي بكر وعمر، فلما مات عمر هبط الناس درجة، وكاونوا مع عثمان حسنة علانيتهم فلا بأس بحالهم حتى قتل عثمان انهتك الحجاب، وكان الناس في فتنتهم استحلوا الدماء فتقاطعوا وتدابروا حتى انكشفت عنهم، ثم ألفهم الله في زمن معاوية فكانوا أهل دنيا يتنافسون فيها، ويتصنعون لها، ثم حضرتهم فتنة ابن الزبير، فكانت الصيلم، ثم صلحوا على يدي عبدالملك بن مروان فأنت منكر معهم ما تذكر من حسن ظنك بهم وخلافهم فليس يزال هذا الأمر ينتقص... إلى آخره.
أفاد في كنز العمال أنه أخرجه ابن عساكر.
وهذا كلام من لم يجعل لأمير المؤمنين علي عليه السلام وشيعته وزنا، بل جعل عهدهم عهد فتنة، وسوى في ذلك بينهم وبين الفئة الباغية، ثم زاد على ذلك فأشار إلى أن عهد معاوية -بعد ما تم له الأمر بقتل أمير المؤمنين ومصالحة الحسن- عهد نعمة وخير باجتماع الأمة تحت دولة معاوية؛ لأنهم في نظره قد تخلصوا من الفتنة حين غلب الباطل، ولم يبق للحق في ذلك العهد دولة في الحقيقة، فكانوا -بزعم هذا القائل- في عهد خير، ألفهم الله عليه، وإنما كانوا في النقص الديني الذي جرت به العادة؛ لأن الناس لا يزالون ينقصون، فكانوا في ذلك العهد أبناء دنيا يتنافسون فيها ويتصنعون لها، ثم حضرتهم فتنة ابن الزبير، وألغى ذكر مصيبة كربلاء، ومصيبة الحرة لكبر عارهما وإثمهما على يزيد، فذكرهما غير موافق لهوى الأمويين في عهد الزهري.
ثم قال: ثم صلحوا على يدي عبدالملك.
صفحہ 84