103

ظہر اسلام

ظهر الإسلام

اصناف

وهذا الترف والنعيم حظ عدد قليل، هم الخلفاء والأمراء ومن يلوذ بهم من الأدباء والعلماء، وبعض التجار، ثم البؤس والشقاء والفقر لأكثر الناس. وحتى غنى الأغنياء في كثير من الأحيان ليس محصنا بالأمان، فهو عرضة لغضب الأقران أو غضب ذي السلطان الأعلى، فيصادرون في أموالهم، ويصبح حالهم أشد بؤسا من فقير نشأ في الفقر، وقد مرت بنا أمثلة من هذا القبيل.

والآن نصور بعض صور توضح الحالين.

فقصور الخلفاء والأمراء وأمثالهم واسعة كل السعة، مترفة كل الترف؛ فابن المعتز يصف في ديوانه أبنية للخليفة المعتضد اسمها الثريا فيقول:

حللت «الثريا» خير دار ومنزل

فلا زال معمورا وبورك من قصر

فليس له فيما بنى الناس مشبه

ولا ما بناه الجن في سالف الدهر •••

جنان وأشجار تلاقت غصونها

فأورقن بالأثمار والورق الخضر

ترى الطير في أغصانهن هواتفا

نامعلوم صفحہ