زہد و ورع و عبادت

ابن تيمية d. 728 AH
159

زہد و ورع و عبادت

الزهد والورع والعبادة

تحقیق کنندہ

حماد سلامة، محمد عويضة

ناشر

مكتبة المنار

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٧

پبلشر کا مقام

الأردن

اصناف

تصوف
أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَحَدِيث ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ وَفِي حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ أَن مِنْهُم من يدْخل الْجنَّة وَثَبت أَن مِنْهُم من يدْخل النَّار كَمَا فِي صَحِيح مُسلم فِي قصَّة الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر وَهَذَا يُحَقّق مَا رُوِيَ من وُجُوه أَنهم يمْتَحنُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيظْهر على علم الله فيهم فيجزيهم حِينَئِذٍ على الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة وَهَذَا هُوَ الَّذِي حَكَاهُ الْأَشْعَرِيّ عَن أهل السّنة والْحَدِيث وَاخْتَارَهُ وَأما أَئِمَّة الضلال الَّذين عَلَيْهِم أوزار من أضلوه وَنَحْوهم فقد بَينا أَنهم انما عوقبوا لوُجُود الارادة الجازمة مَعَ التَّمَكُّن من الْفِعْل بقوله فِي حَدِيث أبي كَبْشَة فهما فِي الْوزر سَوَاء وَقَوله من دَعَا الى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ من الْوزر مثل أوزار من تبعه فاذا وجدت الارادة الجازمة والتمكن من الْفِعْل صَارُوا بِمَنْزِلَة الْفَاعِل التَّام والهام بِالسَّيِّئَةِ الَّتِي لم يعملها مَعَ قدرته عَلَيْهَا لم تُوجد مِنْهُ ارادة جازمة وفاعل السَّيئَة الَّتِي تمْضِي لَا يَجْزِي بهَا الا سَيِّئَة وَاحِدَة كَمَا شهد بِهِ النَّص وَبِهَذَا يظْهر قَول الْأَئِمَّة حَيْثُ قَالَ الامام أَحْمد الْهم همان هم خطرات وهم اصرار فهم الخطرات يكون من الْقَادِر فَإِنَّهُ لَو كَانَ همه اصرارا جَازِمًا وَهُوَ قَادر لوقع الْفِعْل وَمن هَذَا الْبَاب هم يُوسُف حَيْثُ قَالَ تَعَالَى وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه الْآيَة وَأما هم الْمَرْأَة الَّتِي راودته فقد قيل انه كَانَ هم اصرار لِأَنَّهَا فعلت مقدورها وَكَذَلِكَ مَا ذكره عَن

1 / 169