فكأنك الداء العياء وبيلا
وأذكر هنا للتاريخ أن شوقي نشر هذه القصيدة في الصحف بدون توقيع، وبعد ذلك سجلها في الشوقيات .
وأعود للأستاذ الغزالي، لأقتبس من مقاله هذه الفقرة:
لا ينبغي لأحد أن يسأل في مجال الوطنية: أين شوقي من حافظ، بل يجب أن يكون السؤال هو: أين حافظ من شوقي؟!
ولا شك أن فيما قاله الأستاذ الغزالي مغالاة؛ فكلا الشاعرين شوقي وحافظ له كثير نحسبه له، وكثير نحسبه عليه.
ذكريات عن الشاعر الخالد في يوم ذكراه
مرت ذكرى شوقي هذا العام في هدوء، فلم تحتفل بذكراه هيئة أدبية فنية، ولم تظهر عنه دراسة جديدة.
كل ما حدث أن التليفزيون أذاع برنامجا عن شوقي، أعده الأستاذ محمد علي حماد، واشترك فيه ابن شوقي الأستاذ حسين شوقي، والدكتور سعيد عبده، وأم كلثوم، وعبد الوهاب، وهو برنامج يتسم بالوفاء أكثر من أي شيء آخر.
ولكن هل معنى ذلك أن يد النسيان بدأت تمتد إلى اسم الشاعر الخالد؛ لتمحو منه بعض النقط، أو بعض الحروف؟ كلا؛ فقد ظللنا عدة أعوام لا نحتفل بذكرى شوقي على المستوى الذي يليق به، ثم احتفلنا - شعبا ودولة - بهذه الذكرى في مؤتمر استمر أياما، وساهم في المؤتمر ممثلو البلاد العربية، وكتب النقاد والمختصون دراسات جادة عن الشاعر، الذي تفجرت موهبته منذ سبعين عاما بشعر اختلف النقاد على شكله، ولكنهم أجمعوا على أصالة جوهره.
وجاء الزمن، فأثبت أن الشعر الصحيح لا يموت أيا كان إطاره وقالبه.
نامعلوم صفحہ