وبعدما عاد شوقي من المنفى، ناصر الحركة الوطنية الشعبية، التي انبعثت من انتفاضة 1919 برياسة سعد زغلول، ولكنه كان غير متحزب في مناصرته للحركة، وكان يبث آراءه ونصائحه بدبلوماسية وكياسة. كان ضد طغيان الأقلية، وضد طغيان الأكثرية، ولم يقع حادث في بلادنا أو خارج بلادنا، دون أن يسجله.
وقد تلقيت من الأستاذ محمد الغزالي حرب، كلمة أشار فيها إلى وطنية شوقي، وأنكر الأبيات التي أوردتها في يومياتي، وقلت إن شوقي قالها بمناسبة حفلة تكريم فتحي زغلول.
وقال إنه يحفظ هذه الأبيات ولا يعرف أنها لشوقي، وإنه بحث عنها في الشوقيات فلم يجدها، وخشي على ذاكرتي أن تكون قد خانتني.
وأبادر فأذكر أن الأبيات الأربعة، تسابقت الصحف الوطنية في نشرها، ونسبتها إلى شوقي عام 1906، وقد نقلها المؤرخ الكبير الأستاذ عبد الرحمن الرافعي من الصحف، وسجلها في كتابه «شعراء الوطنية» صفحة 79.
ويستطرد الأستاذ الغزالي فيسجل على شوقي، أنه قال قصيدته في دنشواي بعد وقوع الحادث بعام، ثم يسجل لشوقي أنه ليس أقل وطنية من حافظ، وأن ما يؤخذ على حافظ أفدح بكثير مما يؤخذ على شوقي، ويعزز رأيه بأبيات كثيرة للشاعرين.
وقد نقل من شعر حافظ بعض ما نظمه في الإشادة بعدل بريطانيا، وكيف كان حافظ يودع المندوب السامي القديم ويستقبل المندوب السامي الجديد، ويمجد العرش البريطاني ويقول مخاطبا الإنجليز:
أنتم أطباء الشعو
ب وأنبل الأقوام غاية
أنى حللتم في البلا
د لكم من الإصلاح غاية
نامعلوم صفحہ