واتجه الشيخ إلى بيته القريب من المقهى، وبقي تلاميذه في انتظار عودته.
واقتربت من الشيخ محمد عبده، وسألته عما تردده القاهرة من إشاعات عن الإمام الأفغاني، فقال: كل شيء جائز! - هل يعتقلونه؟ هل يقتلونه؟ هل ينفونه؟
فقال محمد عبده: ربما، فهذا كله يحتمل أن يكون، ولكن الذي يستحيل أن يكون هو أن يعتقلوا أفكار جمال الدين، أو يقتلوا مبادئه، أو ينفوا تعاليمه. - وهل اقترف الأفغاني جريمة؟
وقال محمد عبده: المجرمون يريدون أن يعاقبوا الأفغاني على الجرائم التي اقترفوها هم. - لماذا إذن يحاربه كبار العلماء؟
وهنا قفز شخص لم أعرفه، وقال: لأنهم ليسوا كبارا، وليسوا بعلماء!
وسألت الشيخ محمد عبده: هل أستطيع أن أظفر بتوجيه بضعة أسئلة إلى السيد جمال الدين الأفغاني في مكان آخر غير هذا المقهى؟
وقال الشيخ محمد عبده: إنه لم يتعود الجلوس هنا إلا منذ أيام قليلة، فهو يعقد اجتماعاته في بيته، ومقهاه المختار هو قهوة البوستة بالعتبة الخضراء. •••
وفي هذه اللحظة وصل السيد جمال الدين الأفغاني، وجلس بين تلاميذه وأصدقائه، ودنوت منه وسألته في غباء: من أنت؟
فضحك وقال: أنا جمال الدين الحسني الأفغاني. - ما هو تاريخ مولدك؟
قال: في عام 1254 هجرية/1838 بالتاريخ الميلادي. - هل تنحدر من سلالة فارسية؟
نامعلوم صفحہ