الغريم : زد في الأجل حتى أزيدك في المال ، فيفعلان ذلك ويقولان : سواء علينا الزيادة في أول البيع بالربح أو عند المحل لأجل التأخير ، فرد الله عليهم بقوله : ( الذين يأكلون الربا ).
( لا يقومون ) إذا بعثوا من قبورهم ( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان ) إلا قياما كقيام المصروع. وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع. والخبط حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتساق ، كخبط العشواء ( من المس ) أي : من مس الشيطان ، فيختلط عقله فيصير مجنونا. وهو متعلق ب «لا يقومون» ، أي : لا يقومون من المس الذي بهم بسبب أكل الربا ، أو ب «يقوم» أو ب «يتخبط» ، فيكون نهوضهم وسقوطهم كالمصروعين ، لا لاختلال عقولهم ، ولكن لأن الله تعالى أربى في بطونهم ما أكلوه من الربا فأثقلهم. ويكون هذا علامة لآكلي الربا يعرفون بها يوم القيامة ، كما أن على كل عاص من معصيته علامة تليق به ، فيعرف بها صاحبها ، وعلى كل مطيع من طاعته أمارة تليق به يعرف بها صاحبها ، وذلك معنى قوله : ( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ) (1).
روي عنه صلى الله عليه وآلهوسلم أنه قال : «لما أسري بي إلى السماء رأيت رجالا بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال : هؤلاء أكلة الربا».
روي أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : لما أسري بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم ولا يقدر عليه من عظم بطنه ، قال : قلت : من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس».
( ذلك ) أي : ذلك العقاب ( بأنهم ) بسبب أنهم ( قالوا إنما البيع ) الذي لا
صفحہ 429