وهو هولاكوا بن طلوخان بن جنكزخان. فسار فيمن معه من الجيوش إلى البلاد الإسماعيلية، وهم يسمون عند العجم ومسلمة التتار الملاحدة، فاستولى عليها وأباد أهلها قتلا ونهبا وأسرا وسبيا، ووصلت غاراتهم إلى ديار بكر وميافارقين وسروج وغيرها، وقتلوا أكثر من عشرة آلاف نفر في هذه البلاد، وقيل: في السنة التي بعدها.
وفيها توفي الشيخ أبو عمران الحصكفي، وكان قد ولى القضا بأمد، والشيخ أبو المكارم سعيد بن أبي البقا خائد الخالدي الحلبي المعروف بابن القيسراني، وكان والده أبو: البقا قد وزر للملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، وسيره رسولا إلى الديار المصرية. وكان حسن الخط.
وفيها توفي الشيخ أبو الفضائل الحسن بن محمد بن حيدر الصنعاني اللغوي، وكان عالم باللغة، وله فيها مصتفات وجموع.
وتوفي بمصر الشريف أبو عبدالله محمد بن الحسين الأزموي الفقيه الشافعي المعروف بقاضى العسكر. تولى نقابة الأشراف وقضاء العسكر، وأرسل إلى بغداد وغيرها، وصحب شيخ الشيوخ أبا الحسن بن خويه، وتفقه عليه. وكان من الرؤساء المذكورين والفضلاء المشهورين.
وفيها توفي شمس الدين بن سعد الكاتب المقدسي، كتب للصالح إسمعيل وللناصر داوود، وكان دينا فاضة شاعرا. ومن شعره من أبنات يتنصح بها إلى الصالح إسمعيل ويحذره من بطانته:
صفحہ 8