زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
اصناف
كبار الصالحين وأعيان المحققين يقال له الشيخ نجم الدين كبرا من ذرية عمار بن ياسر رضي الله عنه في أيام السلطان علاء الدين محمد ظهرت له كرامات وكانت له مقامات وكان من أصحاب الحال والقال وكان له تلاميذ أعيان من مريديه أحدهم يقال له الشيخ احمد البغدادي الكر فنشأ له مريد يسمى الشيخ خادم حضر الى بلاد بركة وأقام بها وكان صالحا ورعا كبير المحل له قدم راسخ في الصلاح فبلغ بركة خيره. وصلاحه وانقلاب القلوب اليه فأرسل اليه رسلا وبايزة ذهبا وقال له هذه البايزة تكون معك ترسلها الى البلاد التي تمشي اليها من مالكي فيكون حكمك فيها من حكمي وأمرك فيها من أمري ويحمل اليك من المال ما تأمر به للفقراء وغيرهم فلما وصلت اليه بايزة بركة قال لرسله عودوا وقولوا له تربط هذه البايزة على حمار وترسله الى البرية فان حمته من الوحوش فأنا أقبلها وان لم تحمه من الوحوش فلا حاجة لي بها فأعجب بركة بكلامه وانقاد اليه بزمامه وقال انا أسير اليه بنفسي وأجتمع به فسار اليه ووصل الى باب زاويته فلم يأذن له بالدخول عليه فمكث بالباب ثلاثة أيام لم يتحول عنه وفي أثناء ذلك قصد الشيخ امتحانه ليخبر امانه فأشار الى بعض خدامه أن يصعد الي مشترف مطل على الباب ويطرح منه زيلا على رأس بركة ففعل الخادم ذلك فلم يتغير بركة من مكانه ولا تأثر لما فعل معه فأخبر الشيخ بذلك فتبين له حسن يقينه فأذن في دخوله اليه فلما دخل عليه صافحه واسلم على يده وحسن اسلامه وأخذ أقاربه وأكابر المغول بالاسلام فدخلوا فيه من تلك الأيام وعادت رسل السلطان صحبتهم وهما الأمير سيف الدين كشربك التركي جمدار خوارزمشاه والفقيه مجد الدين الروذراوري فأكرم السلطان رسل بركة ورسل الإشكرى الواصلين معهم وجهز لبركة من الهدايا من كل شيء مستحسن وهي ختمة شريفة ذكر أنها خط عثمان بن عفان نمزلوقات وسجادات للصلاة متنوعة الألوان خرق بندقي واكسية لواتية ودسوت من التطوع المصردقة والأديم سيوف قلجورية مسقطة ودبابيس مذهبة وخوذ فرنجية وطوارق مذهبة فوانيس مغشاة شمعدانات ومنجنيقات بأغشية ومشاعل جفتاه وقواعد برسمها مكفتة سروج خوارزمية ونمازينات ولجم كل ذلك بأنواع السقط الذهب والفضة: قسي حلق وقسي بندق ونسي جروخ ورماح قنا وأستة ونشاب في صناديقه قدور برام وقناديل مذهبة بسلاسل فضة مطلاة بالذهب وخدام سود وجوار طباخات وخيل سوابق عربية وهجن نوبية ودواب فارهة ونسانيس وبغابغ وغير ذلك وألبس رسله و الفتوة وأعادهم في شهر رمضان منها.
الدين الدمياطى واعتقلهم.
ونادي أن لا ينزل بالثغر جندى ولا يقيم به ودخلها يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة ورسم برد مال السهمين وحط عن أهل الثغر ما كان مقررا من الفائدة وهو ربع دينار القنطار عن كل ما يباع ويبتاع وحضر اليه شخصان من أهل الثغر أحدهما زين الدين بن البوري والآخر المكرم بن الزيات وادعيا أن بالثغر أموالا ضائعة و كتبا بها أوراقا فسد السلطان ما أرادا فتحه من أبواب المظالم وأمر باشهار ابن البوري فاشهر بين العالم فأنعم على الأمراء الذين معه بالقماش والخلع وعاد الى قلعة الجبل المحروسة في الحادي عشر من ذي القعدة.
ذكر وفود التتار المستأمنين من عسكر هولاكو
صفحہ 84