319

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

اصناف

تاریخ

كانوا به منقطعين ورحل قازان عائذا في نصف جمادى الأول.

ذكر ما اعتمده السلطان ومدبر و دولته عند الرجعة من هذه الوقعة

سبق الخبر ومنهم من جاء على الأثر واكثرهم توصل الى القلاع فاقاموا فيها والى الحصون فلجاوا اليها ووصل السلطان والامير سيف الدين سلار والامير ركن الدين استاذ الدار والامير سيف الدين بكتمر امير جاندار ومن يلوذ بهم وطلعوا القلعة في العشر الاخر من ربيع الأول وشرعوا في اخراج الاموال والذخائر وابراز حواصل الخزاين وانفقوا في العساكر و المصرية والشامية والحلبية والحموية فانهم تواصلوا إلى الأبواب السلطانية فوصل الامير سيف الدين بلبان السلحدار المنصوري المعروف بالطباخي نائب السلطنة بالممالك الحلبية وصحبته العسكر الحلبي وكان عبورهم على جانب الساحل من جهة طرابلس فصادفوا المضيق وقاسوا مشقة عظيمة من وعر الطريق وخرج عليهم الجبلية ونهبوا منهم جماعة وقتلوا جماعة ووصل الأمير جمال الدين اقوش الأفرم نائب السلطنة بالشام المحروس ومعه العسكر الدمشقي والامير سيف الدين كراي المنصوري نائب السلطنة بصفد وصحبته العسكر الصفدي وحضر بعدهم الأمير زين الدين كتبغا المنصوري من صرخد وعبر في طريقه بالكرك وترك بها عائلته وأولاده وأقبلت العساكر السلطانية واجتمعوا بالقاهرة المحروسة فشملتهم النفقات ووسعنهم العواطف والصدقات وملت اليهم الاموال الجزيلة وفرقت فيهم الجمل العظيمة فازالوا شعثهم وجددوا عددهم ورخصت قيمة الذهب حتى بلغ سبعة عشر درهما الدينار وقلت الدراهم حتى طاف الجند بالدنانير فلم يجدوا من يشتريها وارتفعت أسعار العدد والات السلاح واثمان الخيل والبغال والجمال ولم تمض على العساكر الا ايام يسيرة حتى عادوا الى احسن صورة .

صفحہ 344