زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
اصناف
الذي تم نحمده حمد من قدم من شكر مننه الاهم ونشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ينجلي بها عن قلب الموحد الغم ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي جمع الله بنبوته شمل الايمان ولم صلي الله عليه وعلى آله وعترته وصحبه صلاة نأتمن بها وتأثم وبعد فان خير من سمت به حدوده واتسمت بشجاعته سعوده وخفقت برياح النصر بنوده وعمرت بالخير معاهده ورعبت عهوده من زكت مغارسه وضفت بالاحسان ملابسه وكثرت عند الاعتداد ذخائره من الخدمة ونفائسه وقصر عن طول طوله مقائسه ولما كان المجلس السامي الأمير الأجل الاسفهسلار الأوحد المجاهد العضد ركن الدين فخر الاسلام شمس الانام شرف الأمراء المقدمين عضد الملوك والسلاطين بيبرس الدوادار الملكي المنصوري نائب السلطنة بالكرك المحروس هو اسارير هذا الجبين وفحوى هذا اليقين اقتضى حسن الراي الشريف أن خرج الأمر العالى المولوى السلطاني الملكي المنصوري السيفي زاده الله علاء ونفاذا ومضاء أن يجري في اقطاعه ما اسم به له الآن من الاقطاعات بالاعمال الشامية الخاصه ولمن معه ولمن يستخدمه من الاجناد الجياد المعروفين بالخدمة بالبرك التام والغدة الكاملة بعد ارتجاع ما بيده بالديار المصرية والعدة خاصه وثمانون طواشيا خارجا عن الملك والوقف عن الأمير علم الدين سنجر الدوادار الصالحي على عادته في الدربستيه وذلك لاستقبال مغل سنة خمس وثمانين وستمائة.
فيها حول خمس سنين ولما وصلتها وجدته احوالها قاصرة واعمالها دائرة واراضيها بائرة واهراءها شاغرة بعقبة ما توالي عليها من المضايقة والمحاصرة مع عجز من كان يتولى أمورها ويلي تدبيرها فاعان الله على سدادها وعمارة بلادها وتخضير اراضيها وترتيب نظامها وتواترت تلك السنة الأمطار وجادت البلاد السحب الغزار واخصبت الزروع والحقول وتمت الغروس والبقول وكان عاما بالخير عاما والخصب تاما وذلك من الطاف الله تعالي ببلاده وعباده ومعونته لمن يطلع على حسن قصده واقتصاده.
صفحہ 257