زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

بیبرس المنصوری الأمیر الدوادار d. 725 AH
203

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

اصناف

تاریخ

وعنفوان الصبا إلى الإقرار بالوحدانية ودخوله في الملة المحمدية بالقول والعمل والنية فالحمد لله على ان شرح صدره للإسلام وألهمه شريف هذا الالهام حمدنا لله على ان جعلنا من السابقين الأولين الى هذا المقال والمقام وثبت اقدامنا في كل موقف اجتهاد وجهاد تتزلزل دونه الأقدام واما إفضاء النوبة في الملك وميراثه بعد والده واخيه الكبير اليه وافاضة جلابيب هذه المواهب العظيمة عليه وتوقله الأسرة التي طهرها ايمانه واظهره سلطانه فلقد اورثها الله من اصطفاه من عباده وصدق المبشرات له من كرامة اولياء الله وعباده .

البلاد في مجمع قوريلتاي الذي تنقدح فيه زند الآراء وان كلمتهم اتفقت على ما سبقت به كلمة اخيه الكبير في انفاذ العساكر إلى هذا الجانب وانه فكر فيما اجتمعت عليه آراؤهم وانتهت اليه اهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره اذ قصده الصلاح ورأيه الاصلاح وانه اطفأ تلك الثائرة وسكن تلك الناثرة فهذا فعل الملك المتقى المشفق من قومه على من بقى المفكر في العواقب بالراي والثاقب والا فلو تركوا وآراءهم حتى تحملهم الغرة لكانت تكون هذه الكرة هي الكرة لكن هو كمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ولم يوافق قول من ضل ولا فعل من غوي.

وتركيب الحجة فبانتظامه في سلك الايمان صارت حجتنا وحجنه المتركبة على من غدت طواعيته

انما هو النصرة هذه الملة وجهادنا واجتهادنا إنما هو على الحقيقة لله وحيث قد دخل معنا في الدين هذا الدخول فقد ذهبت الاحقاد وزالت الذحول وبارتفاع المنافرة تحصل المضافرة فالايمان كالبنيان يشد بعضه ببعض ومن اقام مناره فله أهل بأهل في كل مكان وجيران بجيران في كل ارض.

صفحہ 223