زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
اصناف
ذكر سلطنة الملك العادل بدر الدين سلامش بن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري
المخدوم سيف الدين قلاوون وقال له الأمراء الأكابر الذين ذكرناهم أنت أولي بتدبيرها وأحق بتقلد أمورها، فأبي ونبا وقال أنا لم أخلع الملك السعيد شرقا إلى المملكة ولا طمعا في السلطنة لكن حفظا للنظام وأنفة لجيوش الإسلام أن يتقدم عليهم الأصاغر ويمتهنوا منهم الأعيان والأكابر ويضيعوا مصالح العساكر والأولى أن لا تخرج الأمر عن ذرية الظاهر، فأقام بدر الدين سلامش المذكور وله من العمر سبع سنين وشهور وأجلس في السلطنة وخطب له على المنابر في الأمصار وذكر اسمه في الأقطار وضربت الصكة باسمه وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستمائة وأستقر المخدوم في الأتابكية فاستوزر الصاحب برهان الدين الخضر بن الحسن السنجاري لمعرفته به وبأخيه بدر الدين قاضي القضاة من الأيام الصالحية وذلك لأن الصاحب بهاء الدين علي بن محمد كان قد توفى في أوائل هذا العام والملك السعيد بالشام فكانت وزارته له ولوالده تقدير تسع عشرة سنة ثم ان المخدوم جهز الأمير شمس الدين سنقر الأشقر الى دمشق وفوض اليه نيابة السلطنة بالشام وأوصاه بالتعاون والالتئام وأحضر من كان من البحرية الصالحية منسيا وقرب من كان منهم مبعدا مقصئا فأعطاهم الاقطاعات وأمرهم بالطبلخانات وأرسل بعضهم إلى الجهات الشامية واستنابهم في القلاع وأحسن اليهم ما استطاع وسأل عن ذراريهم فمنهم من كان قد تعلق بالصنائع والحرف فأمر بجمع متفرقيهم وبالغ في الاحسان اليهم فمنهم من ربه في البحرية ومنهم من عين له جامكية ومنهم من أجرى عليه رزقا وطوق له بالاحسان عنقا، فأعاد اليهم رونق السعادة بعد ذبوله وانتاش أكثرهم من قبضة خموله اقتداء بقول من قال:
على أعيانهم الذين سعوا في تخريب بيت مخدومهم وبيوتهم وأرسلهم إلى
صفحہ 173