زیر سالم: ابو لیلا مہلہل
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
اصناف
وتفضح هذه السيرة الملحمية فصولها التالية الرئيسية للزير المحارب ومراثيه الشهيرة في كليب: «كليب لا خير في الدنيا ومن فيها.»
بل إن كليب ذاته حذره في وصاياه العشر أن «لا يصالح» أبدا، والذي تشير رأسه المنتزعة عن جسده المغتال من الظهر إلى توحده برأس «آدم» أبو البشر لدى تلك القبائل الأدومية التي كانت من أقدم عبدة «الجثمان» السلفي لكالب - الأب - المغتال، رأس تلك القبائل الكالبية التي تأكد وثبت تواجدها التاريخي منذ مطلع الألف الثانية ق.م.
مأساة الجليلة بنت مرة
فبينما يتبدى مصرع كليب كملك أو إله ذبيح ممزق أو معذب، طعن من الظهر غدرا في النصوص الشعبية، يتبدى موته كطاغية يحرم قومه من الماء والكلأ في الأدب العربي الكلاسيكي.
كذلك زوجته الجليلة بنت مرة التي تتبدى شريرة مطاردة منكلة ببطل السيرة وشخصيتها المحورية - الزير سالم - في النصوص الشعبية الفولكلورية مثلها مثل سارة مع إسماعيل، وزوجة الأخ الأكبر في قصة الأخوين الفرعونية، ودليلة مع شمشون الفلسطيني.
فبينما لا يحتفي ويذكر النص العربي الفصيح مكائدها واضطهاداتها للزير سالم، بل هو يصورها - أي الجليلة - وينسب لها أعنف وأصعب المواقف التراجيدية عالية القيمة، التي عرفها الشعر العربي ومعلقاته على الإطلاق.
فعندما ناحت النساء على كليب وخمشن الوجوه ونثرن الشعور وخرجت معهن الجليلة بنت مرة تبكي زوجها ورجلها معهن، فقلن لها: «ابعدي عنا فإنك شامتة، وقد حرضت أخاك على قتل سيدنا.» بكت الجليلة منشدة معبرة عن موقفها الأصعب على طول هذه السيرة:
يا ابنة الأقوام إن لمت فلا
تعجلي باللوم حتى تسألي
فإذا أنت تبينت الذي
نامعلوم صفحہ