============================================================
فهذه ثمانية وعشرون حرفا، مدارجها وأحيازها على ما قد ذكرنا، وهكذا بينها العلماء. وقد بني عليها اللغات، واشتمل على كلها لغة العرب، حتى لم ينقص عنها حرف، ولم يزد حرف، بل تمق عليها، واعتدلت فيها. وسائر اللغات قصث وزادت، مثل اللغة الفارسية، فإنها قصرث عن العين والغين والحاء والقاف والطاء والظاء والصاد والضاد والذال والثاء، حتى لا يوجذ في لغتهم الأصلية كلام يتكلم به على هذه الحروف. فإذا اضطروا إلى أن يتكلموا بكلمة عربية أوا معربة في بنيتها حرف من هذه الأحرف، قلبوا ذلك الحرف إلى حرف قريب الحيز والمدرج منه، أو إلى حرفي يشمونه ذلك المعنى، كما قلبوا الحاء إلى الهاء فقالوا لمحمد "مهمد"، وقلبوا العين إلى الألف ممدودة مهموزة، فأشموها معنى العين، فقالوا لعلي "ألي"، وقلبوا الغين إلى الواو، فقالوا للغلام "ولام"، وقلبوا القاف إلى الكاف، فقالوا للقمر "كمر"، وقلبوا الطاء إلى التاء، فقالوا للطاووس وبالتالي فرأيه مزيج من التوفيق بين الجهاز الصوتي عند الفراهيدي وعدد الحروف عند ابن قتيبة . ويمكن التمثيل على الجهاز الصوتي عند الفراهيدي والرازي، كما ينقله عنه، بالشكل التالي: الحرف الحيز أو مخرج الصوت الحلق ح ، خ، 4، غ، ه، ق، ك اللهاة ج، ض، ش شجر الفم أطراف الثنايا وأسلة اللسان 1ص، س، ز الحنك إلى أطراف الثنايا (ط، د، ت ظ، ذ، ث ذلق اللسان إلى الشفتين 1ر، ل، ن ف، بب، م حروف هوائية ليس لها جروس11، و، ي والملاحظ أن هذه الحروف تسعة وعشرون حرفا، وليست ثمانية وعشرين. والسبب في ذلك أن المؤلف أضاف الألف، وهو صوت علة ساكن، وليس بمتحرك. أما الواو والياء، فهما أشباه علل.
صفحہ 96