============================================================
(مقدمة المؤلف] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحفضل على عباده بنعمه السابغة، المنعم عليهم بمننه الكاملة المبدع الخلق بقدرته، المتقن آياته بحكمته، الذي خلق أصناف الخلق من حيوان وموات، وفضل بعضهم على بعض درجات، فأنطق أصناف الحيوان بأنواع الأصوات، ووهب للبشر الفضل بتفصيل الكلمات، واختصه من بين جميع خلقه بالكرامة والتفضيل، فقال عز وجل ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا [الإسراء: 70].
وخلق البشر أمما في الألسنة والألوان مختلفين، وجعلهم شعوبا وقبائل بلغات كثيرة ناطقين، آيات يدلنا بها على وحدانيته، وبينات يقودنا بها إلى فردانيته. فقال بارك وتعالى (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين [الروم: 22]، وبعث النبيين مبشرين ومنذرين تترى، مقفيا ببعضهم(1) على إثر بعض، لئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير، بألسة مختلفة ولغات شتى، واختار من كل أمة رسولا منهم، وابتعثه إليهم برسالته بلسانهم ليبين لهم معالم دينهم، تأكيدا للحجة عليهم، وتبليغا لرسالته إليهم(2)، فقال عز وجل (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم (إبراهيم: 4]، حتى أفضت(3) الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سيد المرسلين، وخاتم النبيين. فاختار له أمة من أفضل الأمم، ونقله إليهم، وأخرجه من أطهر (1) في المطبوع: بعضهم.
(2) إليهم : لم ترد في ه (3) في م وه: أفضيت.
صفحہ 90