============================================================
كان معاصرو النسفي من الإسماعيليين على معرفة بمصدر النسفي هذا . فأبوا حاتم الرازي نقل من كتاب أمونيوس نصوصا مطولة تتعلق باختلاف آراء الفلاسفة في كتابه "أعلام النبوة"(1)، وإن يكن استشهاده به يأتي بهدف الانتقاص من ال الفلسفة وبيان تناقض الفلاسفة . ويبدو من استشهاد الكرماني أن السجستاني كان يعرف هذا الكتاب جيدا، وأنه نقل منه في كتابه "النصرة" رأي أنبادقليس. يقول الكرماني : "قال صاحب "النصرة" موردا قول "بانذقليس" (كذا] على سبيل الاحتجاج به إن العقل إنما صار تاما لأنه لم يخضع لشيء إلا للباري عز وجل،ا و صارت النفس ناقصة لأنها خضعت للطبيعة"(2). ويعلق الكرماني في موضع آخر أن الاستشهاد بالنصوص الإسلامية أولى وأغنى من الاستشهاد بنصوص بانذقليس) وأمثاله من المتقدمين(3) . ذلك أن الميتافيزيقا الإسماعيلية في عصر الكرماني كانت قد أصبحت واقعة ثابتة لا تتزعزع، فلم تعذ من حاجة إلى الاستشهاد بمصادرها اليونانية.
القائم، عند الرازي وحلقة النسفي يتحدث كتاب "الزينة" عن نظرية يسميها "انظرية العوالم الثلاثة" ، يجري بمقتضاها تقسيم العالم إلى ثلاثة عوالم، هي العالم الأعلى، والعالم الأدنى، ل والعالم الإنساني، وهو يعزوها إلى من يسميه ب"الحكيم" . وبالرغم من أن هذه النظرية معروفة لدى الأفلاطونية المحدثة، ويوجد ما يمائلها في النصوص المنسوبة لجابر بن حيان الكوفي، الذي ينقلها بدوره عن فرفريوس، فإن المصطلحات التي ينقلها أبو حاتم تتمائل مع عرض النظرية الذي نقله الشهرستاني عن أحمد الكيال(4). فهل الحكيم الذي يذكره "الزينة" هو أحمد الكيال؟
(1) أبو حاتم الرازي: أعلام النبوة، الصفحات من 107- 120.
(2) الكرماني : الرياض ص 99 . وهذه إشارة إلى كتاب أمونيوس ص 37..
(3) الكرماني : الرياض ص 147 .
(4) الشهرستاني : الملل والنحل ص 271 .
صفحہ 38