225

============================================================

يدفع عنها العز جهل الجهل(1) وقال أبو كبير في صفة عقاب: [الكامل] حتى انتهيت إلى فراش عزيزة سوداء روية أنفها كالمخصف(2) فراش عزيزة: يعني وكر عقاب، وسماها "عزيزة" لأنها تأوي إلى كل منيع من الجبال.

وقالوا في قول الله عز وجل (بل الذين كفروا في عزة وشقاق [ص: 2]، قال: معناه الأنفة والحمية، تدخل قلبه حقدا على صاحبه. ومعنى قوله ذق إنك أأت العزيز الكريم ) [الدخان: 49]، قال: نزلت في أبي جهل بن هشام، لأنه قال حين أنزل الله (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون4 [الدخان: 43 - 45]، إلى آخر القصة، قال أبو جهل: أيوعدني محمد بهذا ، فوالله لأنا أعز من مشى بين جبليها. تعزز بغير عز، وتكرم بغير كرم، عزة وحمية.

وقال الله عز وجل في موضع آخر (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإئم) [البقرة: 206]، يعني الحمية والأنفة.

فالعزة من العبد: الحمية والأنفة، وهي مذمومة، ومن الله عز وجل مدحة و ثناء. قال الله عز وجل (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا [فاطر: 10]، وقال (سبحان ربك رب العزة عما يصفون [الصافات: 180]. وفي الحديث: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، والعزة لي لا لغيري. فمن ازعني في شيء منها أدخلته جهنم خالدا مهانا مصغرا قميئا"(3). وقال ابن عباس في قوله (عزيز حكيم) [البقرة: 209]، قال: عزيز في نقمته، إذا انتقم من المشركين، حكيم في أمره.

فهذه المعاني كلها قريبة بعضها من بعض، لأن الذي لا يقدر عليه هو ممتنع من يكيده، غالب لمن يناوئه. ومنه قيل للملك "عزيز" . قال الله عز وجل (قالت (1) ديوان أبي النجم ص 340.

(2) الزجاج: تفسير أسماء الله ص 33، والبيت لأبي كبير في ديوان الهذليين 110/2 .

(3) بصيغة أخرى في الأدب المفرد للبخاري ص 189، وشرح نهج البلاغة 98/13 .

219

صفحہ 222