221

============================================================

قال النابغة: "والمؤمن العائذات الطير" . فهذا على وجه الأمان، لا على وجه التصديق.

[16] المهيمن ومن صفاته عز وجل "المهيمن". قال الله تعالى (المؤمن المهيمن) الحشر: 23]. قال قوم من المفسرين: هو الشاهد من قوله عز وجل (ومهيمنا عليه [المائدة: 48]، أي شاهدا عليه. روى ذلك أبو صالح عن ابن عباس(1) .

وقال غيره : أمينا عليه، وهو أقرب الوجهين، وإن كانا جميعا متقاربين في المعنى. وروى أبو عبيد بإسناد له عن ابن عباس في قوله (ومهيمنا عليه)، قال: مؤتمنا عليه. قال: وكان الكسائي يقول: المهيمن: الشهيد. وقال أبو عبيد: هوا الرقيب على الشيء. يقال: قد هيمن فلان على هذا الأمر ، إذا كان كالحافظ له والرقيب عليه. وهو يرجع إلى قول ابن عباس، لأنه لا يكون رقيبا وشاهدا إلا وهو مؤتمن عليه . وروي عن الحسن، قال أبو رجاء(2): سألته عن قوله (ومهيمنا عليه)، فقال : مصدقا بهذه الكتب، وأمينا عليها. وقال: سئل عنه عكرمة، وأنا أسمع، فقال : مؤتمنا . وروي عن مجاهد قال: محمد عليه السلام مؤتمن على القرآن، وشاهد عليه(3).

قال أبو عبيدة (مهيمنا عليه، أي مصدقا، مؤتمنا على القرآن، وشاهدا عليه(4). وقال قوم من أهل اللغة: مهيمن : اسم مبني من "أمين" و"مييمن"، مثل بطير ومبيطر(5). وأنشد للنابغة: [البسيط] (1) ابن قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 11.

(2) أبو رجاء العطاردي، عمران بن ملحان، توفي بعدسنة 107 ه، انظر التعريف به سابقا ص 172.

(3) وشاهد عليه : زيادة من م.

(4) أبو عبيدة: مجاز القرآن 168/1.

(5) ابن قتيبة : تفسير غريب القران ص 11 . ومبيطر: في ب: ومنتظر .

صفحہ 218