============================================================
لما أتى خبر الزبير تواضعث سور المدينة والجبال الخشع(1) قال أبو عبيد: لست أرى هذا من قول أبي عبيدة شيئا، لأن الحديث فيه عن عبد الله أن الصور قرن. وفي الحديث المرفوع أن "صاحب الصور لم يزل ملتقمه منذ خلقه الله، ينتظر متى يؤمر"(2). فهذا يرد ذلك القول(3).
فسمى عز وجل نفسه "مصورا" لأنه ابتدأ تقدير الخلائق في الدنيا، وهو يتممها حتى تصير إلى غاياتها، التي خلقت لها في الآخرة، فيظهر صور الخلائق التي صارت إليها. فهو المصور جل وتعالى، لا صورة له، لأنه خالق الصور و لأنه لا غاية له ولا مثال، بل هو منشئ الصور والأمثلة في غاياتها . تبارك الها المصور.
[14) السلام والسلام اسم من أسماء الله عز وجل. قال الله (السلام المؤمن المهيمن [الحشر: 23]، ومنه سمي الرجل "عبد السلام"، كما يقال "عبد الله" .
وزعم بعض أهل اللغة(4) أن السلام بمعنى السلامة، كما يقال الرضاع والرضاعة، واللذاذ واللذاذة. سمى عز وجل نفسه "سلاما" لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء والموت والزوال والتغيير. قال الله عز وجل (والله يدعو إلى دار السلام) [يونس: 25]، فالسلام هو الله عز وجل، وداره ال الجنة. ويجوز أن يكون سماها "دار السلام" لأن الصائر إليها يسلم فيها من كل ما (1) مجاز القرآن 196/1، و162/2، والكامل للمبرد 394/2، وخزانة الأدب للبغدادي 2/ 166، وديوان جرير ص 913.
(2) ينظر في الحديث : ابن قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 26 ، وسنن الترمذي (2439) .
(3) ناقش الزجاجي فكرة الجمع بين "الصورة" و"الصورة، بمعنى البوق أو القرن، نقاشا عاما دون نسبة بقوله : وقيل إنه شيء ينفخ فيه الملك فيحي الخلق بإذن الله، وقد جاءت فيه آثار .
والله أعلم كيف ذلك . إلا أن مذهب أهل العربية أيضا على هذا التقدير غير فاسد. اشتقاق أسماء الله ص 243- 244.
(4) هو ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن، وقد نقله عن أهل النظر من أصحاب اللغة.
208
صفحہ 211