============================================================
الشيء، وقدره، فهو قادر . هذا في معنى التقدير . ويكون في معنى الغلبة والقهر و التمكن من الشيء، فيقال في هذا المعنى "قدر على الشيء"، مخفف. وتدخل عليه الصفة، ولا يجوز بالتثقيل هاهنا، ولا بطرح(1) الصفة، إذا أردت به معنى ال الغلبة والقهر والتمكن. ويقال: هو قادر عليه، وقدير عليه . قال الله عز وجل (وكان الله على كل شيء قديرا [الأحزاب: 27].
[12] البارئ ومن صفاته "الباري". قال أهل اللغة(2): معناه الخالق. يقال: برأ الله الخلق، أي خلقه. والبرية: الخلق. والباري: الخالق. وأكثر القراء والعرب لا يهمزون البرية، لكثرة ما جرق على الألسنة، وهي "فعيلة" في معنى "مفعولة" .
وزعم بعض الناس أنها مأخوذة من : بريت العود. ومنهم من يزعم أنها من البرى وهو التراب(3). ويقال في بعض الأمثال "بفيه البرى فإنه خيسرى"(4)، يعني بفيه التراب لأنه خاسر. فقالوا: البرية مأخوذة من التراب. قالوا: ولذلك لم تهمز(ه) .
و جمع البرية: البرايا. قال الله عز وجل (هو الله الخالق البارئ) [الحشر: 24]، ففرق بين الصفتين.
قال بعض العلماء: لأنه خلق الخلق أولا فقدره، ثم برأه، أي سواه، وعدله.
وفي كلام أمير المؤمنين عليه السلام: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"(6).
والنسمة: النفس، برأها، أي هيأها وسواها بعد أن قدر لها صورة . فلذلك بدأ (1) في م: ولا تطرح الصفة.
(2) المقصود ابن قتيبة، والنص التالي له .
(3) ابن قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 15 .
(4) المثل بصيغة أطول في الزاهر 121/2، ولسان العرب، مادة (بري) . وفي ب : سقطت "بفيه البرى".
(5) إصلاح المنطق ص 158، تفسير غريب القرآن ص 15.
(6) في شرح نهج البلاغة 195/1 : أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة. والقول للإمام علي في صحيح البخاري (3047)، وبلا نسبة في تفسير أسماء الله للزجاج ص 37، وفي حديث آخر لامام علي أيضا في النهاية في غريب الحديث 14/1 .
203
صفحہ 206