============================================================
امسلمين" بغير لغة العرب إنما سماهم بتلك اللغة باسم كان معناه معنى الإسلام بهذه اللغة. فالإسلام هو اسم لم يكن قبل مبعث النبي صلى الله عليه، وكذلك أسماء كثيرة، مثل الأذان والصلاة والركوع والسجود، لم تعرفها العرب إلا على غير هذه الأصول، لأن الأفعال التي كانت هذه الأسماء لها لم تكن فيهم، وإنما سنها النبي صلى الله عليه وآله، وعلمها الله إياه، فكانوا يعرفون الصلاة أنها الدعاء. قال الأعشى في صفة الخمر: [الطويل] وإن ذبحت صلى عليها وزمزما(1) أي دعا لها.
وعلى هذا كانت سائر الأسامي. وقد كانت الصلاة والصيام وغير ذلك في اليهود والتصارى. وقد كانت اليهودية والنصرانية في العرب. ويقال إن المجوسية لم تكن فيهم على ما ذكر الرواة. ورووا أن أول من تمجس حاجب بن زرارة الدارمي هو وأهل بيته، ولم يتمجس منهم أحذ قبله. قالوا: وسمى ابنته ادختنوس"(2) ، باسم ابنة كسرى، وتزوجها، فعير بذلك، فقال: أوليست حلالا اي في ديني، ثم ندم على ذلك، وأنشأ يقول : [المتقارب] لحا الله دينك من أغلف(3) يحل البنات لنا والخواث(4) أحشت على أسرتي سوأة وطوقت جيلي بالمخزيات (1) ديوان الأعشى ص 186 ، وأوله : لها حارس ما يبرح الدهر بيتها.
(2) دختنوس في الأصل هي الأميرة الفارسية دختنوس ابنة نرسي، انظر: الأخبار الطوال لأبي حنيفة ص 48 . والمتفق عليه بين الأخباريين العرب أن أول من تمجس من العرب هم بنو ميم . لكنهم يختلفون في من تزوج ابنته . إذ ذكر ابن قتيبة أن حاجب بن زرارة تزوج ابنته ثم ندم، المعارف ص 621. في حين ينقل ابن الأثير أن لقيط بن زرارة هو الذي تزوج ابنته ادختنوس" ، لوسماها بهذا الاسم الفارسي، وأنه قتل وهي تحته، فقال في ذلك: يا ليت عري عنك دختنوس4. انظر: معجم الشعراء للمرزباني ص22، نظام الغريب للربعي ص 6، الكامل في التاريخ 383/2، الحور العين ص 188 و311. وانظر عن زيجات ختنوس بنت لقيط: المحبر ص 436 . وهناك شعر مقارب لهذا الشعر ينسب للبرج بن مسهر الطائي في نشوة الطرب 234/1، قاله بعد اعتدائه على ابنته .
(3) الأغلف : الذي لا يعي.
(4) ابن قتيبة : فضل العرب والتنبيه على علومها ص 92، في أربعة أبيات .
صفحہ 156