============================================================
من سره كرم الحياة فلا يزل في مقنب من صالحي الأنصار(1) وهي كلمة له طويلة، فكساه النبي صلى الله عليه بردة، اشتراها منه بعد ذلك معاوية، وهي تلبسها الخلفاء في الأعياد إلى اليوم.ا قال محمد بن سلام: حدثني عمر بن معاذ التيمي وغيره، قال: قال رسول اله صلى الله عليه لكعب بن مالك: أترى الله نسي قولك: [الكامل] زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب(2) قال: وروى عمر بن أبي زائدة قال: سمعت مدركة بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط يقول: قال عبد الله بن رواحة: مررت بمسجد رسول الله صلى الله عليه وهو جالس في نفر من أصحابه، فأضب(3) القوم، فقالوا: يا عبد الله بن رواحة، فعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاني، فانطلقت إليه مسرعا، فسلمت، فقال: هاهنا، فجلست [بين يديه](4). فقال كأنه يتعجب من شعري: كيف تقول الشعر، إذا قلته؟ قلت: أنظر في ذلك، ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين. قال: ف أنشدته، فلما قلت: [البسيط] فخبروني أثمان العباء متى كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر قال: فكأني رأيت الكراهة(5) في وجهه صلى الله عليه، أن جعلت قومه أثمان العباء، فقلت: نجالد الناس عن عرض فنأسرهم فينا النبي وفينا تنزل السور وقد علمتم بأنا ليس غالبنا حي من الناس إن عزوا وإن كثروا يا هاشم الخير إن الله فضلكم على البرية فضلا ما له غير (1) ديوان كعب بن زهير ص 28 .
(2) طبقات ابن سلام ص 54، العمدة 77/1، وديوان كعب بن مالك الأنصاري ص 182 .
والسخينة في الأصل حساء عملته قريش في قحط، فنبزوا به، وصار لقبا يطلق عليهم. انظر: أساس البلاغة ص 389، مادة (سخن) .
(3) أضت القوم هنا يمعنى: ارتفعت أصواتهم وصاحوا، انظر: لسان العرب، مادة (ضبب) .
(4) زيادة من الطبقات.
(5) في الأصول : الكراهية، والتصحيح من الطبقات.
صفحہ 128