============================================================
في ليلتين إذا حدوت قصيدة بلغق عمان وطيء الأجبال(1) يعنون(2) بالقصيدة أنها الكلمة التي ملئت بالمعاني، وكثرث فيها الألفاظ المستحسنة. يقال: ناقة قصيدة، أي ممتلئة كثيرة اللحم، سمينة. فكأنهم شبهوا القصيدة بذلك. قال الشاعر: [الوافر] قطعت وصاحبي سرح كناز كركن الرعن ذعلبة قصيد(3) أي لغات الأمم لها هذه الأسباب اللطيفة، والمناقب الشريفة، التي خصت بها لغة العرب؟ وأي الأمم جعلت للغتها هذه الحوزة، واتخذت لها هذه الدواوين، واحتاطت لها هذا الاحتياط، وأعطيت هذه الفضيلة؟ وفي أي الأمم أنشأ الله شعراء يدون كلامهم، ويعلو ذكرهم، ويخلذ على الدهر، كما أنشأ للغة العرب من الشعراء الذين علا ذكرهم وشهروا، وروي كلامهم، وصار رياضة لمرتاضين، وأدبا للمتأدبين(4)، واتخذت عليه الدواوين، ورغب فيه الملوك من الناس، واستحسنته الأمم كافقة قال محمد بن سلام: كان عند آل المنذر ديوان فيه شعر الشعراء الفحول، وما مدح به هو وأهل بيته، فصار ذلك إلى بني مروان أو ما صار منه(5). قال: ولم يكن لأوائل العرب من الشعراء إلا الأبيات، يقولها الرجل في حاجته، وإنما قصدت القصائد، وطول الشعر، على عهد عبد المطلب أو على عهد هاشم بن عبدا منافي. وهذا دليل على إسقاط ما روي من الشعر القديم لعاد وثمود وحمير و تبع(2). ومن الشعر القديم الصحيح قول العنبر بن عمرو بن تميم، وكان مجاورا في بهراء، فرابه ريب، فقال: [الرجز] قد رابني من دلوي اضطرابها والنأي في بهراء واغترابها (1) ديوان جرير 955/2.
(2) في م : يعني.
(3) في لسان العرب مادة (قصد) بلا نسبة، وهو في ديوان الأعشى ص 63 .
(4) وصار رياضة : زيادة من م وق ول وس وه، ستطت من ب.
(5) محمد بن سلام: طبقات الشعراء ص 10.
(6) في ب : أضيفت في الهامش، وهي في طبقات الشعراء.
صفحہ 113