زیتونہ و سندیانہ
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
اصناف
الفصل الخامس
هكذا يريدوننا
(أ) في هذه الأيام التي ترتفع فيها موجات التعصب المقيت بين الأفراد والشعوب، وتتمزق الكرة الأرضية بين شقي رحا التكتل والتوحد من ناحية، والتفرق والتجزؤ من ناحية أخرى، تتأكد الوظيفة الأزلية للفكر والشعر والكتابة في إنقاذ الأرض والبشرية والسلام، ومساندة الحرية والحق والعدل والتسامح والحوار. ويقف كثير من شعراء العالم وكتابه ومفكريه كالسد المنيع في وجه الطوفان الكاسح، يقاومون بفكرهم وشعرهم وكتابتهم، وأحيانا بوجودهم الحي ولحمهم العاري، سيول التزمت والكراهية والاضطهاد، وضيق الأفق والأحكام الجاهزة المغرضة، التي يتقاذفها الجميع ضد الجميع.
لا شك أن الشاعر تعرض، خلال حياته الحافلة في «موطنه» في الغربة، لألوان لا حصر لها من الأحكام المسبقة، الواعية واللاواعية، عن شخصه وثقافته وحضارته العربية التي نما فيها وانتمى إليها، وتخللت كل مسامه وخلايا جسده وروحه. وقد عبر عن ذلك صراحة أو ضمنا في كثير من قصائده، ومن أدلها على تحيز تلك الأحكام المغرضة وفظاظتها وجهلها: هذه القصيدة بعنوانها الذي يشبه أن يكون علامة اتهام: هكذا يريدوننا:
1
جمل وراء جمل،
ورجل يتدثر بالعباءة وهو حافي القدمين.
رمل يصل إلى حافة السماء،
رمل هو المستقبل،
رمل وجمال،
نامعلوم صفحہ