زیتونہ و سندیانہ
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
اصناف
بيد أن الوقت لم يحن بعد للشعور بالدفء، والدخول في الحوار وإقامة الجسور. إنهم - في ظل الحياة اليومية الكابية الكئيبة - يفرضون عليه ألا يقترب منهم بصورة حميمة، أن يتقبل صدقاتهم بالحمد والشكر، أن يحفر لنفسه قبرا داخل نفسه، أن يتطوع بالإبلاغ عن نفسه في «اللجنة المركزية للخنوع والخانعين»، أن يحني رقبته كالأعمى لبلطة التعليمات العمياء.
3
هل يمكن أن تكون هذه حياة؟ أليس في هذا إنكار للذات وإلغاء للوجود؟ دع عنك أن تبقى ثمة فرصة للحوار، أو للحب، أو للشعر والفكر، مع انقطاع كل فرصة للتعبير.
وتحتم عليه أن يتمرد ويثور، ولكي يتمرد ويثور تحتم عليه أن يتعلم ويتعلم. وأول ما كان عليه أن يتعلمه هو أن يستوطن اللغة الجديدة، أن يجد فيها وطنه وبيته ويمد فيها جذوره؛ حتى لا يجد نفسه - كما يقول بيتر فايس - بلا لغة، ولا يسقط في العي والخرس.
واستمرت الثورة مع المضي قدما في التعلم. وتفتحت زهور الشجاعة والثقة بالنفس والاعتداد بالهوية من قلب دوامة الخطر؛ خطر أن تسقط القنبلة، أو تنهار السماء، اليوم أو غدا، فوق الرأس.
لم يكن بد من الرفض وعدم القبول؛ رفض التسليم بالعجز، و«انتظار سقوط الموت فوق الجمجمة الهشة للعالم».
4
لقد بلغ الآن من التعمق في جذور اللغة وفروعها، وتشرب عصارتها، وتذوق ثمراتها، ذلك الحد الذي يمكنه من تحدي الموت تحت بلطة التعليمات المفروضة من أعلى، ورفض قبول الصدقات التي تقدم له، والتمرد على قول «آمين» لكل معتقد يلزمونه به. رفض أن يبلغ عن نفسه، أو يتطوع بإرادته في طوابير الواقفين أمام بوابة «اللجنة المركزية للخانعين»، رفض الرقص على الحبل الممدود بين جحيم وجحيم. باختصار: اختار أن يكون نفسه، أن يمد في الأرض الجديدة جذره، ويرعى شجرته.
5 (ه) بعد غرس الجذر يأتي حوار المطر الهامس مع آذان الأشجار. يأتي مد الجسر بين الأنا والآخر المحبوب في صبر وهدوء، بعدما نضجت اللغة، واختمرت عصارة الكلمة الشعرية في الجذر والجذع والبراعم، وتألقت الخضرة في الأغصان والأوراق، عندما لمسها شعاع الحب الذهبي:
أخضر زيتوني كالزيتونة،
نامعلوم صفحہ