زیتونہ و سندیانہ
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
اصناف
آه
يا خطوط الطول!
أنت يا غصون شجرة السنديان،
وشجرة الزيتون،
تعانقي بقوة،
بقوة أشد
داخل ذاتي.
والجزء الأول من أجزاء القصيدة الأربعة يؤكد تمزق الأنا الشاعرة بين ال «هنا» وال «هناك»، وتوترها بين القطبين المتنابذين اللذين تمثلهما هاتان الكلمتان، وتعبران بهما عن اتجاهين مختلفين تنتفي عن كل منهما الراحة والاستقرار والأمان، ولا بد من البحث عنهما في شيء يوحد بينهما، أو يصل بين شاطئيهما.
ويأتي السؤال المحدد عن الوطن: أين أكون في بيتي؟ في هذا الشاطئ أم ذاك؟ على هذا القطب أم القطب الآخر؟ يتبين من الأبيات التالية استحالة التمسك بأحدهما دون الآخر، سواء بالنسبة للإنسان «في عالمين تمسك اليدان بالأشياء»، أو بالنسبة للشاعر والشعر ف «الجملة تصاغ في لغتين». وتتكاثف الأمور، ويتعقد الموقف، وتتشابك خيوطه بعد ذلك، فالسؤال عن الوطن الذي يبدو بسيطا وواضحا لا تظهر له إجابة واضحة وبسيطة مثله. إن العالمين يختلطان أو يمتزجان، ولكن هذا يحدث في الحلم ، وفي الحلم وحده يبدو عثور الشاعر على الوطن أمرا ممكنا؛ ففروع شجرته تنتشر، وتمتد فوق خطوط الطول. والشجرة نفسها رمز للجذور الثابتة في الأرض، وللنفس الكبيرة التي لا تستريح؛ حتى توحد في ذاتها بين العالمين.
غير أن ينابيع الطفولة لا تجف أبدا، بل تسري نابضة في عروق الشجرة التي تحمل أزهارها وأثمارها وشم قوافل الشمس القديمة قدم طفولة الشاعر وصباه وأجيال سبقته، وأخرى ستجيء بعده.
نامعلوم صفحہ