ووثب زيتون في الماء مرة أخرى وسبح إلى الباب، وكانت المرأة لا تزال حيث تركاها تماما، في بهو منزلها، تطفو على سطح الماء بالقرب من السقف.
كل ما كان عليهم الآن هو إيجاد طريقة لنقلها إلى سفينة الصيد، لم تكن تستطيع أن ترفع نفسها لركوب السفينة؛ كان ذلك محالا. ولم يكن في طوقها أن تهبط في الماء حتى يحملها وحده؛ فالماء بالغ العمق ولم تكن تستطيع السباحة.
وسألها أحد الشابين: «ألديك سلم خشبي يا سيدتي؟»
وكان لديها سلم، وأرشدتهم إلى الجراج المنفصل في آخر الممر، فوثب زيتون في الماء وسبح حتى وصل إلى الجراج وأحضر السلم.
وعندما عاد به وضعه على الأرضية مستندا إلى السفينة. كانت الخطة تقضي بأن تترك المرأة الرف الخشبي الذي تتعلق به وتمسك بالسلم، وتضع قدميها عليه، ثم تصعد درجاته إلى السفينة وتدخلها.
وأمسك زيتون بالسلم، بينما عمل الشابان على تثبيته في مكانه مستندا إلى السفينة استعدادا لصعودها عليه. كانت تبدو خطة حاذقة.
ولكن المرأة لم تستطع أن تصعد السلم. قالت إن لها ساقا موجوعة لا تستطيع الضغط عليها. كان ذلك يتطلب درجة من الرشاقة، وكانت في الثمانين من عمرها، منهكة بسبب الحرمان من النوم أربعا وعشرين ساعة أثناء طفوها بالقرب من السقف، لا يشغل بالها إلا احتمال غرقها في منزلها نفسه.
وقالت: «آسفة.»
وقر رأي الجميع على أنه لم يعد أمامهم سوى خيار أوحد، أي أن يستخدموا السلم كنقالة متحركة، وذلك بأن يجعلوا أحد طرفيه يستند إلى السفينة، ثم يقف أحد الشابين في مدخل المنزل ممسكا بالطرف الآخر، وعليهم بعد ذلك أن يرفعوه إلى المستوى الذي يجعله يرتكن إلى حافة السفينة ثم يدخلوه فيها إلى المسافة التي تتيح للمرأة أن تركبه فيدحرجوها إلى داخلها.
وأدرك زيتون أنه لو وقف رجلان على جانبي السلم فلن يستطيعا وحدهما رفع امرأة يزيد وزنها على 90 كيلوجراما، وكان واثقا بأن عليه أن يدفعها من أسفل إلى أعلى. وهكذا فعندما اتخذ الرجلان موقعيهما على جانبي السلم، ممسكين بطرفيه، وتجهزت المرأة للصعود فوقه، أخذ زيتون نفسا عميقا وغطس في الماء، وكان يستطيع تحت السطح أن يشاهد المرأة وهي تترك الرف الخشبي وتتعلق بجانب السلم. لم تكن حركتها رشيقة ولكنها تمكنت من الصعود فوقه وركوبه كأنما كان طوفا من نوع ما.
نامعلوم صفحہ