وبعد ذلك بفترة، عندما ذهبت إلى السيارة لتسترق لحظات معدودة مع الراديو، سمعت العمدة ناجين يردد صدى عزوفها عن الرحيل؛ إذ قال: «لا تعودوا الآن. انتظروا حتى تعرفوا طبيعة الأضرار، وحتى يستقر كل شيء وننتهي من عمليات التنظيف. أمهلونا يوما أو يومين.»
وفي عصر ذلك اليوم، تلقى زيتون مكالمة من قريب له يدعى عدنان، وكان قريبا من بعيد من ناحية والدته، وكان قد نجح في حياته منذ هجرته منذ عقد كامل، فكان يمتلك ويدير أربعة محال صب-واي للسندويتشات بمدينة نيو أورلينز. وكانت زوجته عبير حاملا في طفلهما الأول وفي الشهر السادس.
وسأله عدنان: «هل ما زلت في المدينة؟» إذ كان يفترض أنه لا يزال فيها.
فسأله زيتون: «طبعا. هل أنت في باتون روج؟»
قال عدنان: «نعم.» كان عدنان قد رحل بالسيارة في البارحة مع عبير ووالديه المسنين. ثم سأل: «وما الحال هناك؟»
فقال زيتون: «الرياح عاتية حقا! إن الجو يثير بعض الخوف.» لم يكن زيتون ليعترف بهذا قط لكاثي، ولكنه كان يثق في كتمان عدنان.
وسأله عدنان: «تظن أنك سوف تبقى؟»
وقال زيتون إنه يعتزم البقاء، وعرض على عدنان أن يرعى حوانيته، وكان عدنان قبل أن يرحل قد أفرغ درج النقود في الآلة المخصصة لتسجيل المبيعات وحسابها، في حانوته الموجود في سيتي بارك أفينيو، واطمأن إلى أن الخبز كان جاهزا؛ إذ كان يفترض أنه سوف يعود يوم الثلاثاء.
وسأله عدنان: «هل تعرف أي مساجد في باتون روج؟» كانت جميع الموتيلات وهي فنادق الطرق التي ينزل فيها أصحاب السيارات ممتلئة تماما، ولم يكن عدنان وعبير يعرفان أحدا في باتون روج. وتمكنا من إيواء والدي عدنان في مسجد في الليلة السابقة، ولكنه كان زاخرا بالمئات الذين كانوا يفترشون الأرض، وكان من المحال إيواء المزيد فيه؛ الأمر الذي اضطر عدنان وعبير إلى قضاء الليلة في سيارتهما.
وقال زيتون: «لا أعرف أحدا، ولكن اطلب كاثي، إنها مع أسرتها، ولن تمانع الأسرة في استضافتكما، وأنا واثق.» ثم أعطى عدنان رقم تليفون كاثي.
نامعلوم صفحہ