182

أخرج زيتون من الشاحنة وتسلمه حارس آخر اقتاده إلى داخل المبنى؛ حيث سارا في بهو رائع حتى وصلا إلى مكتب رمادي الجدران ملحق بالمجمع.

وشاهد خارج المكتب ناصرا وتود وروني جالسين على كراسي من النوع الذي يطوى في البهو، فاندهش لمشاهدتهم مجتمعين، وتبادل معهم نظرات الحيرة، وسيق زيتون أمامهم حتى أدخل غرفة صغيرة.

كان في الغرفة رجلان يرتديان الحلل، فجلسا وأومآ إلى زيتون أن يجلس. قالا إنهما يعملان في وزارة الأمن الداخلي، وابتسما ابتسامة ودودة لزيتون، وقالا إنهما يريدان أن يطرحا عليه بعض الأسئلة البسيطة. سألاه عن عمله الذي يعيش منه، فقال إنه يعمل بالمقاولات وطلاء المنازل. ثم سألاه عما حدا به إلى البقاء في المدينة بينما أجلي الجميع منها، فقال إنه لم يرحل قط عن نيو أورلينز في أثناء العواصف، وإنه يمتلك عددا من العقارات يريد أن يرعاها. وسألاه عن تود وناصر وروني، وكيف عرفهم، فأوضح علاقته بكل منهم، وسألاه عن سبب عدم حمله أي نقود.

وقال زيتون: «وماذا عسى أن أفعل بالنقود في قارب أثناء الفيضان؟!»

فقال أحدهما: «ولكن ناصرا كان يحمل نقودا.»

وهز زيتون كتفيه؛ لم يكن يستطيع إيضاح سبب حمل ناصر للمال.

واستغرقت المقابلة أقل من ثلاثين دقيقة، وراع زيتون ما لمسه من ود الرجلين ومن سهولة الأسئلة. لم يسألاه عن الإرهاب، ولم يتهماه بالتآمر ضد الولايات المتحدة. وفي نهاية المقابلة اعتذرا لزيتون عما حدث له، وسألاه إن كان يريدهما أن يفعلا شيئا من أجله.

قال زيتون: «أرجوكما اتصلا بكاثي!»

فقالا إنهما سوف يتصلان.

الإثنين 19 من سبتمبر

نامعلوم صفحہ