قالت: «بخير. يفتقدونك.»
وسألها: «هل تدخلين الأطفال المدرسة غدا؟»
قالت: «سأحاول.»
حاول أن يفهم، لكنه كان محبطا، كان لا بد للأطفال من المدرسة، لكنه لم يكن في حالة نفسية تسمح بالمناقشة.
وتحدثا عما كان يعتزم أن يفعله عصر ذلك اليوم، كان دائما يرى في كل يوم أكثر مما ينبغي وأقل مما ينبغي في آن واحد. كان عدد الأشخاص الباقين في المدينة أقل، حتى في وسط البلد، ولكن انظر إلى الخيول، والمومس، والكلاب! كانت العلامات المنذرة بالكوارث تزداد، ويزداد معها بروز عالم الوهم، وقال لها إنه ربما استطاع أن يستجم اليوم، ويتأمل ما حدث كله.
وقالت له: «بل عليك الاستجمام.» كان كل وقت يقضيه في المنزل يزيد من اطمئنانها على سلامته، فأضافت: «امكث في المنزل اليوم.»
وقرر فعلا أن يمكث في المنزل.
وحاول ذلك، على الأقل. فاستلقى على فراش نديمة، محاولا الاسترخاء، لكنه لم يكن يستطيع التوقف عن التفكير في الكلاب. من ذا الذي يمكنه أن يطلق النار على كلب؟ كل هذه الحيوانات التي تحتاج إلينا وتثق بنا. وحاول كعادته التماس الأعذار لمن فعل ذلك، لكنهم إن كانوا استطاعوا الوصول إلى الكلاب بالمسدسات والطلقات، أفلم يكونوا بالسهولة نفسها قادرين على إطعامها؟!
غادر فراشه وبحث عن القرآن. كان يفكر في سورة «الحاقة». أخذ المصحف من فوق رف نديمة ووجد الصفحة، وكانت آياتها مثلما كان يذكرها:
الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة * كذبت ثمود وعاد بالقارعة * فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية * وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية * وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية * إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية (الحاقة: 1-12).
نامعلوم صفحہ