وقد ظن الكثيرون أن للأوزان حقيقة في الخارج، فجعلوا يتساءلون عن كيفية العثور عليها، وهذا خطأ، فإن الوزن هو هذا الذي يقوله الموتور أو المتحمس عند ثورة إحساساته، ويكرره، فإذا كان شديد التأثير، وهو لا يكون مؤثرا إلا إذا تألف من عدة تفاعيل متناسقة، شاع وغنى به غيره، فكان وزنا من الأوزان.
ومثل هذا ما تقوله النائحات اليوم من الكلمات التي تكررها لإثارة الحزن، أو المتحمس لإثارة الشجاعة، وهو ما نسميه «الهوسة»، وليس لهذه الأوزان حد لتكون ستة عشر بحرا، بل الأبحر الستة عشر هي الأوزان التي سمعت من عرب الجاهلية.
وقد أتى بعض المولدين بأوزان أهملها العرب، منها ما أجزاؤه مفاعيلن فعولن مرتين لكل شطر وهو عكس الطويل كقوله:
لقد هاج اشتياقي غرير
الطرف أحور
أدير الصدغ منه على
مسك وعنبر
ومنها ما أجزاؤه فاعلن فاعلاتن مرتين لكل شطر، وهو مقلوب المديد كقوله:
صاد قلبي غزال أحور ذو دلال
كلما زدت حبا زاد مني نفورا
نامعلوم صفحہ