السيد أبو صالح منصور بن نوح
كان الرشيد والسديد ابنى الأمير حميد بن نوح، وحينما وقع هذا الأمر للرشيد كتب أبو على البلعمى فى الحال رسالة إلى الپتگين (يخبره فيها) بما حدث للرشيد، وسأله: من أصلح لتولى العرش؟ ولما ذهب هذا الخطاب وصل رده: أن السامانيين والحشم مجمعون على وجوب تولى المنصور. ولما قرأ الپتگين الرسالة، عبر راكبوا الجمازات النهر 143، وأرسل الپتگين إلى المنصور عبد الرزاق رسولا (يقول له):
أحكم أحوال خراسان، وضع حق الصحبة التى بين كلينا فى مكانها، كما هو اعتقادى فيك.
وكان رسول الپتگين لا يزال عند المنصور حتى وردت رسالة من بخارى بعزل الپتگين وتولية أبى منصور كما جاء الأمر فيها لأبى منصور: لا تدع الپتگين يعبر النهر، حاربه ولك قيادة جيوش نيشاپور، وأمله آمالا أخرى: وخرج الپتگين من نيشاپور فى ذى القعدة سنة خمسين وثلاثمائة فأخرج أبو منصور جيشا على أبواب صابران 144 ونوقان 145 إلى جاهة 146 وكان الپتگين قد عبر فوجد من ذخائر أبى منصور الكثير فأغار عليها القواد والعيارون وحملوا كل ما كان هناك.
وقدم أبو منصور فى أثر آلپتگين إلى جاهه، وكان آلپتگين قد وصل إلى شاطئ النهر، وقد وصلت رسائل بخارى إلى قواد الپتگين من الأمير والوزير ووكيل البلاط، وفيها: أن الپتگين مغتصب، ولما رأى الپتگين ذلك أشعل النار فى المعسكر حتى احترق كله.
ثم قال لخواص غلمانه: انظروا، فأمامكم طعن السيوف والسجن والمصادرة، ومن خلفكم القتل والأسر والسيف، ومن الصواب أن نذهب إلى بلخ، وخرج من بلخ عن طريق خلم 147، ولما علم سديد خبر فراره أرسل إليه ببداح 148، فأدركه فى وادى خلم، وكان غلمان الپتگين سبعمائة غلام، فاشتبكوا فى حرب مع اثنى عشر ألف رجل، وقتلوا كثيرا منهم، وفى النهاية رجع ببداح مهزوما مدحورا إلى بخارى، وقدم الپتگين إلى تخارستان، ومن هناك ذهب إلى غزنين وظل بها فترة، وكان آخر عهده بها 149.
صفحہ 225