زين الأخبار

گرديزي d. 443 AH
118

زين الأخبار

زين الأخبار

اصناف

وكان لعمرو طبلان: أحدهما اسمه مبارك، والآخر اسمه ميمون، وكانت عادته حينما كان يمضى أول العام، أن يأمر بقرع الطبلين حتى يعرف الحشم أنه يوم الصلة، وبعد ذلك كان يجلس سهل بن همدان العارض ينثر بدرة من الدراهم أمامه ويمسك غلامه دفترا، وكان اسم عمرو بن الليث أول الأسماء، يخرج عمرو من الوسط، وينظر العارض إليه وإلى حليته وجواده وسلاحه فيجد أنه قد احتفظ بجميع أدواته جيدا، فيطريه ويمدحه ويقدم ثلاثمائة درهم يزنها ويضعها فى حافظة ويعطيها له. فيأخذها عمرو ويضعها فى ساق خفه ويقول:" الحمد لله فقد من علينا بطاعة أمير المؤمنين فصرنا مستحقين لأياديه" ويرجع، ثم يصعد إلى مكان مرتفع، ويجلس، وكان ينظر تجاه العارض وهو يتفحص الجند واحدا واحدا بنفس الطريقة ويتفقد جيدا جواد ولجام وعلم وعدة كل فارس ومترجل، ويعطى كل واحد صلة على قدر رتبته.

وكان عمرو دائما لديه الجواسيس على القواد والعظماء حتى يقف على أحوالهم جميعا. وكان شديد الذكاء داهية مكارا مستنير الرأى، وسبب أفول دولته أنه حينما أرسل رأس رافع (بن هرثمة) إلى المعتضد عام أربع وثمانين 83 (ومائتين) طلب من الخليفة أن يرسل له عهد ماوراء النهر، وذلك على عادة طاهر بن عبد الله، فأرسل المعتضد جعفر بن بغلاغز الحاجب إلى عمرو ومعه خطاب الولاية والهدايا، وحينما قرأ عمرو ابن الليث خطاب الولاية سرته ولاية ماوراء النهر من بين الهدايا جميعا، ثم كتب جعفر إلى ابن الخليفة المكتفى على بن المعتضد وعبيد الله بن سليمان 84 وبدر الكبير 85 بالولاية.

وكانوا فى الرى، فكتبوا فى الحال عهد ماوراء النهر وأرسلوه إليه بصحبة نصر المختارى الذى كان غلاما لأبى الساج 86.

وذهب جعفر بالعهد والهدايا إلى عمرو، وكان فيها سبع مجموعات من الخلع:

كان بها درع موشى بالدر ومرصع بالجواهر واللآلئ، وتاج مرصع باليواقيت والجواهر، وأحد عشر جوادا: عشرة منها بألجمة وسروج ذهبية، وواحد منها له سرج ولجام ذهبى مرصع بالياقوت واللآلئ، وحزام من الصوف للسرج واليون، كلها مرصعة بالجواهر، وأربعة نعال ذهبية لأرجل الجواد الأربعة، وصناديق كثيرة.

ووضعت كل هذه الهدايا أمام عمرو، كما وضعوا الصناديق فى قصره، وألبس جعفر عمرا هذه الخلع واحدة واحدة، فكان عمرو يصلى ركعتين لكل خلعة يلبسها، ويؤدى واجب الشكر لذلك.

ثم وضع جعفر عهد ماوراء النهر أمام عمرو فقال:" ما الذى سأفعله بهذا؟، فإن هذه الولاية ليس من المستطاع إخراجها من يد إسماعيل 87 إلا بمائة ألف سيف مجرد"، فقال جعفر: أنت الذى طلبت هذا والآن أنت أكثر معرفة به.

صفحہ 206