الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات
الزيدية_قراءة في المشروع وبحث في المكونات
اصناف
2. والطاعة في كل أحوالكم لأمري، ما أطعت الله، فإن خالفت طاعة الله فلا حجة لي عليكم. {هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}))[يوسف:108]. ثم نجدها لدى الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب"، وهو من أئمة الجيل والديلم، وقد توفي في 411ه: ((عباد الله، إني قد رأيت أسباب الحق قد مرجت، وقلوب الأولياء به قد حرجت، وأهل الدين مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، ورأيت الأموال تؤخذ من غير حلها، وتوضع في غير أهلها، ووجدت الحدود قد عطلت، والحقوق قد أبطلت، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بدلت وغيرت، ورسوم الفراعنة قد جددت وآستعملت، والآمرين بالمعروف قد قلوا، والناهين عن المنكر قد وهنوا فذلوا، ووجدت أهل بيت النبي" مقموعين مقهورين مظلومين، لا يؤهلون لولاية ولا شورى، ولا يتركون ليكونوا مع الناس فوضى، بل منعوهم حقهم، وصرفوا عنهم فيئهم، فهم يحسبون الكف عن دمائهم إحسانا إليهم، والانقباض عن حبسهم وأسرهم إنعاما عليهم، يطلبون عليهم العثرات ويرقبون فيهم الزلات، ووجدتهم في كل واد من الظلم يهيمون، وفي كل مرعى من الضلال يسيمون، (ووجدت أملاك المسلمين) تغصب غصبا، وأموالهم تنهب نهبا،{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}[التوبة:10]، {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}[النساء:10]، ووجدت الفواحش قد أقيمت أسواقها وأديم نفاقها، لا خوف الله يزع، ولا حياء الناس يمنع، بل يتفاخرون بالمعاصي، ويتنابزون ويتباهون بالإثم، قد نسوا الحساب، وأعرضوا عن ذكر المآب والعقاب، فلم أجد لنفسي عذرا إن قعدت ملتزما أحكامهم، متوسطا أيامهم، أؤنسهم ويؤنسونني، وأسالمهم ويسالمونني، فخرجت أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين. أيها الناس؛أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيئه والرضا من آل محمد ومجاهدة الظالمين ومنابذة الفاسقين، وإني كأحدكم لي ما لكم وعلي ما عليكم إلا ما خصني الله به من ولاية الأمر {ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم}[الأحقاف:31]،{استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير}[الشورى:47]،{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}[المائدة:2]. أيها الناس سارعوا إلى بيعتي، وبادروا إلى نصرتي، وازحفوا زحفا إلى دار هجرتي،{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[التوبة:41]، ولا تركنوا إلى هذه الدنيا وبهجتها، فإنها ظل زائل وسحاب حائل، ينقضي نعيمها ويظعن مقيمها، والآخرة خير وأبقى أفلا تعقلون،{وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}[العنكبوت:64]،{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}[القصص:83]. أيها الناس مهما اشتبه عليكم فلا يشتبه عليكم أمري، أنا الذي عرفتموني صغيرا وكبيرا، ورحمتموني طفلا وناشئا وكهلا. قد صحبت النساك حتى نسبت إليهم، وخالطت العباد حتى عرفت فيهم، وكاثرت العلماء وحاضرت الفقهاء، فلم أخل عن مورد ورده عالم بارع، ومشرع شرع فيه متقن فارع، وجادلت الخصوم نضحا عن الدين، ونضالا عن الحق المبين، حتى عرفت مواقعي، وكتبت وحفظت طرائقي وأثبتت، هذا وما أبرئ نفسي في أثناء هذه الأحوال ومجامع هذه الخصال من تقصير وتعذير، ولا أزكيها بل أتبرأ إلى الله من حولها وقوتها، وإن جميع ذلك من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر. ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم. وأما نسبتي إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدونه فلق الصباح، ولا عذر لكم أيها الناس في التأخر عني والاستبداد دوني، وقد ناديت فأسمعت؛ لتجيبوا دعوتي، وتتحروا لنصرتي، وتعينوني على ما نهضت له من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}[المائدة:78]،{كنتم خير أمة أخرجت للناس}[آل عمران:110]. ألا فعينوني على أمري، وتحروا بجهدكم نصرتي، أوردكم خير الموارد، وأبلغكم أفضل المحامد. عباد الله، أعينوني على إصلاح البلاد، وإرشاد العباد، وحسم دواعي الفساد، وعمارة مناهل السداد. ألا ومن تخلف عني وأهمل بيعتي إلا لسبب قاطع أو لعذر مانع بين الحجة فإني أجاثيه للخصام يوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار يوم الآزفة، فأقول: ألم تسمع قول جدي رسول الله:((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في النار))، ألا فاسمعوا وأطيعوا {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[التوبة:41]،{قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم} [التوبة:24] فلتتفق كلمتكم وليجتمع شملكم{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}[الأنفال:46].
صفحہ 120