زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
اصناف
كان أبوك لا يسمع شيئا، لا يعي، تذكر جعفرا، أشعل سيجارة، أطفأها، قال في نفسه: إنك من جيل يجب أن يكون ورغم أنفه أيضا، قلت له: انتزعني من حفرة الدخان انتزاعا، وما كنت أرغب أن أفارقها أبدا، كان نداء أن جعفرا سوف يحضر بعد قليل على الجزيرة الخضراء، يبدو أكثر حماسا من قبل وأكثر تأكيدا، كان تصفيق الناس وصفيرهم قويا، ونداؤهم لجعفر أقوى، قالوا له: أين تهرب منا الليلة؟ نحن هنا ساهرون وستأتي وسنلعب معك وسنسألك.
في حجرة الأعراب، شممت رائحة جعفر، نعم جعفر مختار، وسمعت صوته، نعم صوت جعفر مختار، نعم يا أبي، عندها أحسست بالخجل، الخجل القاتل، الخجل الذي لم تعلمني إياه، لقد أحسست به لزجا ومرا كالسم، وعندها نظرت إلى صعلوك المدينة، كان خائفا مرعوبا كفأر في كف قط، كان يقف بعيدا عند الباب يرتجف، لم يمسسني هذا الجبان، أقسم لك يا أبي لم يمسسني بشيء لكنني رأيت الدم ولمسته، الدم المختلط بالسائل الأبيض اللزج، لقد رأيته يسيل من تحتي يا أبي، فعرفت أنني لم أعد عذراء، عندما يسيل الدم مختلطا بالسائل الأبيض اللزج، يا أبي.
هذا سفر الذي هو: محمد الناصر أحمد
مثل قطة منعمة أمك.
تمطيت، أشعلت سيجارة، أطفأتها، حدثت نفسك بأنها مسكينة مسالمة، حاولت أن تغفو قليلا، حاولت أن تقول عكس ذلك، أي أن نهديها كدلو الجلد الفارغ، وأنها متيمة بأشياء كثيرة، وما والدك من بينها. سألت ابنتك منى: ماذا قال لك رجل الشجرة؟
قالت وهي تحملق في عينيك كأنها تبحث فيهما عن التعبير المناسب: لن أقول لك الآن، ولن أقول لك غدا أيضا؛ لأنني أعلم أنك سألتني لا لكي تعرف ماذا قال رجل الشجرة لي، لكن لأنه ليس لديك ما تسأل عنه، في هذه اللحظة بالذات، أليس كذلك يا أبي؟
فقلت لها مستسلما: نعم، نعم يا منى، إذا كانت أمك حية، إذا ...
أيضا، لم تدر ماذا تريد أن تقول، هكذا تغيب عنك الأشياء، تخاصمك اللغة، حتى لغة البنوة، لغة الدم واللحم والسقف الواحد.
أجهشت بالبكاء.
قوي إيمانك بأنه ما عادت الأشياء كما تريد ، إنها المشيئة الضد، أن تلتهم التنين ناره، أن يجد المسيح نفسه يهوذا الأسخريوطي، أو بروتس، تذكرت جعفرا، جعفر مختار.
نامعلوم صفحہ