زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
اصناف
وكان يريد أن يقول لك بمعنى أقرب: ماذا يهم أن يقولوا عني صغير تافه ابن حرام زنديق جعفري؟ ماذا يزن هذا بالنسبة لخلق الله غير المتناهي؟
بالنسبة لفراغ الموجود الشاسع، قصة الخلق، بالنسبة لله، حيث لا يحيط به خيال؟ بالنسبة للانفجار الكبير؟ ملايين الشموس وذرات الغبار المشعة، بلايين الشهب والنيازك، بلايين البشر والحيوانات والفيروسات والبكتريا، قناطير وأطنان، بل محيطات الخراء الآدمي، أو يقول بأسلوب ألطف: ألا تحس بأنك بك من الغرور الكثير المخجل عندما تظن نفسك وكل البشر بأنك اهتمام الله؟
وكان والدك يهمس في وجه المجرات: ماذا يعني أن تعشقني مليكة شول مادنق، وكلما ورطتني بأسئلتها ضاجعتها فنامت، ماذا يعني هذا؟ هكذا.
كانت الهوة شاسعة بينك وبين أبيك محمد الناصر، كان ينزع الإجابة من الصخر وأنت تلحسها من صحائف مذهبة، تلحسها كالعسل، كان يشكل الأسئلة من النار ثم يضمها لصدره إلى أن تنضجه بلهيبها، أما أنت فكلما غازلتك الأسئلة أخفيت وجهك في الإجابات الجاهزة المعطاة، شتان ما بين لا ونعم!
شتان شتان ما بين لا ولا، إذا، ما بين لا ولا، ونعم ونعم.
شتان ما بين أن تغرق في النهر وأن ترقص على طوق النجاة.
شتان ما بين أن تغني وأن تكون أنت الأغنية.
نظر إلى ساعته، أشعل سيجارة، أطفأها، تذكر جعفرا، قال لمليكة شول مادنق أمك الجميلة: دعيني أحدثك عن روزا لكسمبورج أو نازك الملائكة.
لكنه عندما تحدث حكى لها عن طفلة جميلة لها أم أدمنت الحزن، أقمت في خلوتك في مدائنك النائية تبحث عن سلام دائم وتام عبثا، عبثا، كنت بين نارين: الحقيقة ونار الجهل، لكنك أبدا ما كنت بين الله والشيطان، فكان الله دائما في قلبك، وكما يقول جعفر: إذا أنت في أول الطريق أول الأسئلة، هكذا، تبدأ أشجار الأسئلة الكبرى في النمو، تبدأ من الله وتتجه نحو الشيطان؛ لأن السؤال كما يقول جعفر: انطلاق مقدس من اليقين المتخيل إلى الشك والإجابة، كما يقول والدك محمد الناصر: هي عودة أخرى نحو اليقين الحقيقي.
ولن تنكر أنك آمنت أنه ليس غير الأحرار يمكنهم المشي في ظلمات المسافة المرة المقدسة، وهم يتغنون مثل زرادشت، أو يرقصون مثل شيفا، أو يعشقون مثل محمد الرسول، هكذا تتذكر والدك، وكلما حاولت الخروج من جلبابه وجدت نفسك تغوص في ثناياها تريد أن تكون نفسك رياك رياك، أو كما أسماك البعض: رياك العربي.
نامعلوم صفحہ