زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
اصناف
أتم، الذي ما حلب في بلادكم بقرة لأطفاله، ما قشر قصبة عنكوليب لنفسه!
رأيت ثم رأيت.
ثم وجدت فجأة منفذا للفرح في هذا العالم الجديد، عالم العرب، فأنت الآن تجيدين لغتهم، كتابة وقراءة، تحفظين سورا بكاملها من كتابهم القرآن الكريم.
أنت التي حينما سمعت لأول مرة بعضهم يتحدث لبعضهم قلت لنفسك: إنهم لا يعرفون الكلام.
وبدأت في الحق تؤسسين لموتك، موت طويل وعميق، موت كله سلام، تزوجت محمدا الناصر، أنجبت رياك، ثم منى، فتمازجت في دمك ريح الجنوب والشمال، لكن هذا لم يغير شيئا في نظرة المدينة إليك، ويكفي موقف جارك ضابط الجيش إبراهيم عبد الله في مسألة زواج رياك من ابنته ياسمين، وموقف نفس الرجل من مسألة زواج ابنه عبد الله من ابنتك الجميلة منى، لكن جعفرا أكد لك قائلا: الإحساس والشعور بالمواطنة حق لا يعطيك إليه الآخرون، إنه مثل الحرية والعبودية، أنت التي تحققين شرط مواطنتك وحرية ذاتك، وأنت التي تفرضين هذه الشروط على الآخر، الحرية والمواطنة تنبع من الذات، من غور عميق في النفس، أبدا لا يستطيع أحد أن يوحد وجهات نظر الآخرين تجاهه، لكنه بلا شك يستطيع أن يوطن نفسه، فارضا حريته على الآخرين مع اختلاف وجهات نظرهم، فأنت في نظرهم خادم، وهم في نظرك ليس أكثر من جلابة.
وأنتم جميعا في نظر محمد الناصر: مصارعون خارج الحلبة، وأبطال خارج النص.
أنتم في نظر محمد الناصر: شماليون وجنوبيون، تحتاجون لجحيم يصهر عظامكم في عظامكم، ولحمكم في لحمكم، ثم يستحيل هذا الجحيم غولا رحيما عطوفا كالأم، ليبذركم مرة أخرى في طول البلاد الكبيرة وعرضها، يبذركم كأشجار الباباي، ذكر وأنثى.
مليكة شول مادنق!
تجدين نفسك بين الحين والآخر كغزالة بين رصاصتين: رصاصة أمامك في الغابة، رصاصة خلفك في جيش الحكومة، أيتها انطلقت أصابت قلبك الكبير.
تخفين هذه الأحزان عن زوجك محمد الناصر، وتظهرين له في وجهك مسرة، هي في الأصل صرخة لجراح في غور روحك عصية.
نامعلوم صفحہ