زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
اصناف
قال مسالما كحمل يشتم عشبة برية غريبة: أنت المرأة التي كنت أبحث عنها في النساء، حتى في نعمة نفسها.
ثم حدثك عن جعفر، جعفر مختار، عن مدن كثيرة زارها، وجعفر في الشرق والغرب والشمال، أيضا في الجنة، قال لك: لا يعرف أحد عمر جعفر بالضبط، لكنه يقول إن عمره يتجدد بشكل مستمر إذا التقى امرأة جميلة أحس في قرارة نفسه أنه كان يبحث عنها، وعمره يتساقط بشكل مستمر إذا اكتشف أن المرأة الجميلة التي التقى بها قبل قليل كانت المرأة الزيف، المرأة التي كان يهرب منها، فقلت له بكبرياء وغرور: إذا عمرك سيتجدد الآن؟
قال مندهشا: أحقا ما تقولين؟
حدثك عن بلد لا نساء فيها، عن بلد كلها رجال، عن رجال ينجبون الأطفال، نساء لا يلدن، وقال لك: هذه بلاد لا يحلم بها جعفر مختار، فتأكد لك أنه قد نعس، وحكى لك عن أشياء مما اعتبرتها فيما بعد كراماته، وما يدل على أنه رجل صالح، قام، تبول، اكتفى بشبح ابتسامة وهو يقول لك: ماذا يعجبك في؟ قلت له: الإنسان، قال لك: أتدري ماذا يعجبني فيك؟ قلت وأنت تضحكين من أعماقك: أعرف.
لكنك فيما بعد وددت لو أنك قلت له: لا أدري.
حدثني بما يعجبك في، ربما كان ما يعجبه فيك أمرا مخالفا لما في رأسك، هل كنت تعرفين أن هنالك شيئا بعينه يجذبه إليك؟ كانت جدتك نياندنق تقول لك دائما: رجل الدينكا يحب المرأة ذات الساقين الطويلتين والأذرع الفروع اللينة، والعنق الطويل لأنها ستنجب له أولادا أقوياء، لهم قامات مديدة كأشجار المهوقني، أقوياء يصرعون أقوى الثيران، بقبضات أيديهم.
أشعل سيجارة، أطفأها، صلى المغرب، ذهبتما لسينما القصر حيث شاهدتما فيلم الشبح الأمريكي، قال لك: جعفر رجل جميل، إنسان سيحبك كثيرا؛ لأنه بلا شك يعرف عنك الكثير.
لكني لم أره من قبل ولم يرني.
هذا ما يؤكد أنه يعرفك، فكلما كان عنك بعيدا هو قريب منك، بصورة لا تتصورينها، أنا أعرفه جيدا؛ لذا أجهله جدا؛ لأنه صديقي فهو أغرب الناس عندي!
عندما بدأت تفهمينه صمت قليلا، ثم توضأ فصلى صلاة العشاء، كالعادة تناول النشا الذي أعددته له من الذرة والعسل، ثم أخذ يصلي مرة أخرى، بعد أن فرغ من صلاته الأخيرة بدأ برنامج تعليمك أصول الدين الإسلامي، كعادته كان حرا وهو يقول لك: ليس واجبا عليك أن تدخلي الإسلام، أنا أعلمك من أجل ألا تجهلي شيئا مهما في حياتنا اليومية في هذا البلد، أما معرفتي أنا بكجوركم لا يلزمني الإيمان بها واعتناقها، كنت تجلسين أمامه كتلميذة نجيبة تحب معلمها وترهبه في الوقت نفسه، عندما سألته عن دين الأولاد؟ قال: دعيهم يكبرون أولا، يثقفون أنفسهم، ثم يختارون دينهم أو ديانتهم، نحن أنجبنا أجسادهم، والله هو الروح، وهو الجسد أيضا وله شأنهما، فلن نقيد أحدا بخياراتنا، دينهم لهم هم، ملكهم وهم ملك الله، ثم أضاف: إن احترامنا لأنفسنا يحتم علينا احترامهم، ثم قال لك ذات يوم: هل تتحرجين إذا حدثتنا منى عن فتاها رجل الشجرة؟
نامعلوم صفحہ