زائر من الجنة
زائر من الجنة: ومسرحيات أخرى
اصناف
الإهداء
زائر من الجنة
الانتهازيون لا يدخلون الجنة
الموت والمدينة
ثوب الإمبراطور
المرآة
الجراد
الكنز
الإهداء
زائر من الجنة
نامعلوم صفحہ
الانتهازيون لا يدخلون الجنة
الموت والمدينة
ثوب الإمبراطور
المرآة
الجراد
الكنز
زائر من الجنة
زائر من الجنة
ومسرحيات أخرى
تأليف
نامعلوم صفحہ
عبد الغفار مكاوي
الإهداء
إلى أحبائي الثلاثة:
وحيد النقاش.
ميخائيل رومان.
صلاح عبد الصبور.
وعدتكم فما استجاب لي القدر،
وعشت في انتظار عودة المطر.
زائر من الجنة
مسرحية في أربعة مشاهد
نامعلوم صفحہ
الشخصيات
المرأة.
زوجها الثاني.
الشاب.
المعتوه.
أصوات نساء وأطفال.
المسرحية مستوحاة من لوحة شعبية كتبها «معلم» صناع الأحذية - في مدينة نورمبرج - وشاعر عصر النهضة «هانز زاكس» (1494-1576م)، الذي ترك عددا كبيرا من الأشعار واللوحات الدرامية أو بالأحرى «الطرف» التمثيلية التي استمد مادتها وشخصياتها النمطية وحوارها ولغتها الخشنة من النوادر والحكايات الشعبية في العصور القديمة والوسيطة. واللوحة التي اعتمدت عليها هي إحدى تمثيليات عيد الفصح القصيرة التي كتبها «هانز زاكس»، وجعل عنوانها «الطالب المسافر إلى الفردوس» (وتقع في طبعة «ركلام» الصغيرة في حوالي ثلاث عشرة صفحة، شتوتجارت 1958م) وغني عن الذكر أن هذه الصياغة تتصرف في الحكاية الأصلية تصرفا كبيرا، وربما تكون قد جنت على روحها الفلاحية الساذجة، ولو كنت من شعراء العامية المصرية أو كتابها لجاءت أكثر توفيقا.
1 (قاعة كبيرة في بيت ريفي. على اليمين دولاب كبير، وفي الوسط وعلى اليسار أرائك (كنب) مريحة ومنضدة وبضعة كراسي على حصير ملون مفروش على الأرض. في الواجهة نافذة عريضة تطل منها المرأة البدينة المتسربلة بالسواد. بين الحين والحين تفتح الدولاب وتخرج صورة كبيرة لرجل ريفي في أواسط العمر، تتأملها وتبتسم وتمسح دموعها في وقت واحد، ثم تضعها في مكانها وتعود إلى النافذة. البدر يتوسط السماء، تنظر إليه وإلى الحارة والمزارع والأشجار البعيدة. تتردد أصوات نساء وأطفال يعبرون بالنافذة وهم يغنون ويثرثرون، ويمكن أن ترى أشباحهم أو يكتفى بسماع أصواتهم ...)
المرأة :
آه ... البدر اكتمل في السماء، وعدتني أن تأتي في مثل هذه الليلة. في مثل هذه الليلة وعدتني (تطل من النافذة) .
نامعلوم صفحہ
أصوات نساء وأطفال :
يا جارة نامي يا جارة،
فالسامر ودع سماره،
والشاعر ألقى أشعاره،
لكن الزائر ما زارا،
والقادم لم يبرح داره،
يا جارة نامي يا جارة ...
المرأة (تبتعد قليلا عن النافذة) :
أنام؟ كيف أنام؟ اذهبوا ... اذهبوا، أنتم لا تعرفون ... لو كنتم مثلي تنتظرون.
أصوات النساء والأطفال :
نامعلوم صفحہ
الجارة تنتظر إشارة،
تسأل تتسمع أخباره،
يا جارة قولي يا جارة،
هل جاء رسول ببشارة،
أم ترك على الباب حماره؟
يا جارة ردي يا جارة.
المرأة :
وماذا أقول؟ يسمونني المجنونة، سكنتني روح ملعونة، لكن من منا الملعون؟ ومن المجنون؟
صوت امرأة :
المجنونة ... المجنونة.
نامعلوم صفحہ
امرأة أخرى :
ظهر خيالها وغاب.
صوت طفل :
أطلت من النافذة.
طفل آخر :
ونظرت للبدر.
امرأة :
بل كلمته ...
امرأة أخرى :
وماذا قال؟
نامعلوم صفحہ
أصوات النساء والأطفال :
الطير الغائب قد طارا،
والليل طواه وتوارى،
مذ راح وهاجر أوكاره،
لا تنتظريه يا جارة،
يا جارة نامي يا جارة.
امرأة :
انظروا ... إنها تطل على الحارة.
امرأة أخرى :
هل جاء رسول ببشارة؟
نامعلوم صفحہ
طفل :
اسمعوا ...
طفل :
إنه قادم هناك.
امرأة :
أرى شبحه.
امرأة أخرى :
أبصر جناحيه.
طفل :
حمار بجناحين؟
نامعلوم صفحہ
طفل آخر :
أليس حمار العمدة؟
امرأة :
وحمار العمدة يا جارة،
يتغزل في ظل حمارة.
امرأة أخرى :
قد جاء من الجنة يسعى،
ويقص عليها أخباره.
امرأة :
أرأيت المرحوم عليه؟
نامعلوم صفحہ
امرأة أخرى :
وسمعت نهيقا يا جارة! (أصوات أطفال تقلد نهيق الحمير، ضحك وتهليل ...)
امرأة :
مسكينة ... جسدها في الدنيا.
امرأة أخرى :
وعقلها في الآخرة.
امرأة :
تنتظر القادم من الجنة.
امرأة أخرى :
أو من جهة أخرى.
نامعلوم صفحہ
امرأة :
حرام عليك ... كان رجلا طيبا.
امرأة أخرى :
ليته أخذها معه.
امرأة :
اطمئني ... سيعود زوجك أيضا.
المرأة :
يعود؟ فأل الله ولا فألك.
امرأة :
ويأخذك معه.
نامعلوم صفحہ
امرأة :
ويدفئك من البرد يا أختي (يتضاحكن) .
أصوات النساء والأطفال :
ذهب المرحوم ولم يأت،
من خمس سنين أو ست،
هل يرجع أحد يا أختي،
من أرض الوحشة والموت؟
المرأة (تلف وتدور في المكان وهي تضع يديها على أذنيها) :
سيرجع ... سيرجع، قولوا مجنونة ... قولوا ملعونة، ولكنه سيرجع ... سيرجع. (تتجه إلى الدولاب وتفتحه، وتمد يدها بداخله.)
أصوات النساء والأطفال :
نامعلوم صفحہ
قد ران الصمت على الصمت،
والفلك الدائر ما دارا!
وانسكب الدمع بلا صوت،
وصبرت كأنك صبارة،
الغائب راح ولن يأتي،
لا تنتظريه يا جارة،
لن يرجع أبدا للبيت،
يا جارة نامي يا جارة.
صوت امرأة :
بل نامي أنت يا جارة.
نامعلوم صفحہ
امرأة أخرى :
تنام ... ماذا جرى؟
صوت امرأة :
وأنت ... وأنت ... هيا يا أولاد.
صوت طفل :
إنه قادم ... هناك.
طفل :
من الجنة؟
امرأة :
أو من الحانة.
نامعلوم صفحہ
امرأة أخرى :
زوجها الثاني ... أعوذ بالله.
امرأة :
أرى ظل الموت ولا أرى وجهه ... هيا هيا.
امرأة أخرى :
يا ويلك يا مسكينة.
امرأة :
سيضربها ككل ليلة.
امرأة :
وسيرتفع عويلها ولن تنام.
نامعلوم صفحہ
امرأة أخرى :
الجبار الظالم ... ولا نحن سننام.
امرأة :
هيا هيا ... قبل أن يرانا.
امرأة أخرى :
الذئب يا أولاد.
صوت طفل :
يفرق القطيع.
المرأة :
والشاة يا أولاد.
نامعلوم صفحہ
صوت طفل :
والحمل الوديع،
يسوقه الجلاد؛
للذبح يا أولاد،
كأنه الرضيع.
صوت أطفال ونساء :
الشاة يا أولاد،
والحمل الوديع،
يسوقه الجلاد؛
للذبح يا أولاد،
نامعلوم صفحہ
هيا البسوا السواد،
وأعلنوا الحداد. (وهم ينصرفون مولولين صائحين):
هيا البسوا السواد،
وأعلنوا الحداد.
المرأة (تسحب الصورة من الدولاب، تتأملها وتعانقها وهي تطوف بأرجاء القاعة) :
نعم نعم ... صدقتم يا أولاد، سامحكم الله يا أولاد، لبست السواد من سنين، أعلنت الحداد من سنين ... آه يا زوجي الحبيب، يا زوجي الطيب الحبيب، هل تذكر ليلة احتضارك قلت إنك ستعود، وقلت سألبس السواد حتى أراك، قلت يومها ستلبسين البياض، وأزف إليك كما في ليلة عرسنا، ثوب العرس لا يزال في مكانه، لا زال يلف صورتك (تنشر ثوب الزفاف القديم بين يديها، وتحتضنه وتقبله)
يا زوجي الطيب ... يا زوجي الحبيب، هل نسيتني هناك في الجنة؟ عني شغلتك الحور العين؟ ألست ملاكك الطيب الحنون؟ ألست ملاكي الذي سيجيء مع الفجر؟ انظر ... ها هو البدر في تمامه ... في الليلة التي وعدت، فلماذا تأخرت؟ لماذا تأخرت؟ (تقبل الصورة وتمسح دموعها، تسمع صوتا فتجفل وتتجه إلى الدولاب بسرعة)
لا بد أنه حضر من القهوة، أو جاء يتخبط من الحانة، إنه زوجي الثاني ... صدقتم يا أولاد، يسوقني الجلاد للذبح يا أولاد، فلأخف الصورة في مكانها، إنه لا يطيق رؤيتها، والثوب أيضا، لو رآها في يدي لبرزت السكين في يده، فلأنزل إليك يا ذئبي العجوز ... يا ذئبي العزيز. (تغلق الدولاب، وتتحرك للنزول بسرعة، بينما يعلو صوت الزوج الثاني من أسفل النافذة) : يا امرأة ... يا امرأة، أنت أيها العجوز النكدة! هل نمت يا ملعونة؟ أأرجع كل ليلة وأنت نائمة كالبقرة؟ ألا تنتظرين؟ ألم أقل لك انتظريني؟
المرأة (وهي تسرع إلى النافذة) :
انتظر ... نعم ... أنتظره هو (بصوت عال)
نامعلوم صفحہ
نعم يا زوجي ... نعم يا ثوري العجوز.
صوت الرجل :
ثورك ... نعم، ولكنني لست عجوزا.
المرأة :
البقرة تنتظرك ولم تنم، العشاء جاهز.
صوت الرجل :
لا أريد عشاء، بقرة لا تفكر إلا في المضغ، وثورها يموت عطشان.
المرأة :
هل أحضر لك كوب الحليب؟
صوت الرجل :
نامعلوم صفحہ