ارتضى من رَسُول) .
وَقد دلّت قصَّة الْخضر مَعَ مُوسَى أَنه كَانَ مظْهرا على الْغَيْب، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد من الْأَوْلِيَاء.
من السّنة: ١ - قَوْله -: " وددت أَن مُوسَى صَبر؛ حَتَّى يقص علينا من أَمرهمَا ".
فِي تمني النَّبِي - هَذَا للاطلاع على مَا يَقع بَينهمَا، دَلِيل على أَن الْخضر كَانَ موحى إِلَيْهِ، وَلَو لم يكن كَذَلِك لما جَازَ هَذَا التَّمَنِّي بِأَن ينْتَظر النَّبِي - أمرا غير موحى من إِنْسَان غير موحى إِلَيْهِ. ٢ - تَأْوِيل الْخضر ﵇ فِي قتل الْغُلَام كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث: " وَأما الْغُلَام فطبع يَوْم طبع كَافِرًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ قد عطفا عَلَيْهِ، فَلَو أَنه أدْرك أرهقهما طغيانا وَكفرا. فأردنا أَن يبدلهما ربهما خيرا مِنْهُ زَكَاة وَأقرب رحما ".
وَزَاد فِي رِوَايَة: " وَوَقع أَبوهُ على أمه، فَحملت فَولدت مِنْهُ خيرا مِنْهُ زَكَاة وَأقرب رحما ".
إخْبَاره ﵇ أَن الْغُلَام طبع كَافِرًا وَأَن أَبَاهُ وَقع على أمه فَحملت وَولدت خيرا مِنْهُ لَهو من الْأُمُور الغيبية الْمَحْضَة الَّتِي لَا مجَال للاطلاع عَلَيْهَا إِلَّا من طَرِيق النُّبُوَّة وَالْوَحي. فَذَلِك من أقوى الْأَدِلَّة على أَنه كَانَ نَبيا،
1 / 31