فقلت له: ما الاسم؟ فغاب عني، ثم أنشد يقول:
غدي اسمي وكنيتي وفؤادي ... ضل عقلي من هول يوم المعاد
فقلت له: فيما جلست؟ قال: في الحب، فقلت له: وما الحب؟ قال: شيئان دقيق له لون كلون النار في الحجر، إذا قدحته أورى، وإن تركته توارى. وقيل في المعنى شعر: -
باتوا فأضحى الجسم من بعدهم ... ما تبصر العين له قباء
وأخجلتني منهم ومن قولهم ... ما ترك الفقر لهم شياء
بأي شيء ألقاهم في غد ... إن وجدي من بعدهم خباء
قال الأصمعي ﵁: قلت له: صفهم لي، أين أجدهم؟ فقال: ركبوا سفن الخشية، واستعملوا مقاديف الطاعة، وأرخوا قلاع التوكل، وعصفت عليهم رياح الشوق، فألقتهم في بحار المعرفة، فنقلتهم أمواج الرضا، وحملتهم تيارات اليقين، فصار القوم سائرين حتى غابوا عن كل أعين الناظرين، وكأني بمراكبهم تخرق لهم الحجب، والملائكة تتلقاهم بالروح والريحان، فيقولون: يا ملائكة الله، أين يكون الصراط؟ فتقول لهم الملائكة: أبشروا يا أولياء الله، فقد جاوزتم الصراط بخمسمائة عام، ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى: وقيل في المعنى شعر:
من عامل الله بتقواه ... وكان في الخلوات يخشاه
سقاه كأس من لذيذ المنى ... يغنيه عن لذة دنياه
وقال بعض السادات ﵃: " من كان الذكر في الخلوة جليسه، كان المذكور في الوحدة أنيسه ".
قال ﵊: " من مقت نفسه في ذات الله، أمنه الله من مقته يوم القيامة ".
1 / 81