كانا لهما فضل كثير، فلا نأمن من إن يبتلينا بمعصية فنعذب عليها.
فقعدا يبكيان حتى ناداهما مناد من السماء: أن الله تعالى أمنكما من أن يبتليكما بمصيبة فيعذبكما عليها. ففرحا فرحًا شديدًا وقالا: الحمد لله ".
وقيل: إن الله تعالى قال لجبريل وميكائيل: ما هذا الخوف للذي دخلكما وقد علمتما مكانكما مني، وإني لا أظلم أحدًا شيئًا؟ فقالا: أجل يا ربنا، ولكنا لا نأمن من مكرك، فقال: صدقا لا تأمنا مكري أبدًا.
وقال عمر ﵁: عباد الله، لا تغتروا بطول حلم الله، واتقوا السفه، فقد سمعتم قوله عز وفي في كتابه: (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين)
إحذر آفة الشهوة
وقيل: إن جبريل ﵇ أتى النبي ﷺ، فقال: يا محمد، من عمل من أمتك عملًا يريد به الدنيا - لم يجعل الله منه نصيبًا يوم القيامة. فقال النبي ﷺ: " إنا لله وإنا إليه راجعون ".
وقيل في قوله تعالى: (وإن يأتوكم أسارى تفادوهم) .
معناه: " وإن يأتوكم أسارى " أي: في الشهوات، " تفادوهم " أي: تداووهم على للرياضات والمجاهدات، فإن الله ﷾ لا يتجلى لقلب مشغول بشهوة من الشهوات..
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود ﵇: يا داود، حذر أصحابك من أكل الشهوات، فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا معقولة محجوبة مني ".
1 / 76