وقيل: كان عمر بن الخطاب ﵁ نهاره صائم وليله قائم، فرآه ولده في المنام بعد موته، فقال: يا بني، منذ كم فارقتكم؟ قال: يا أبت منذ عشرين سنة، فقال: الان لجا خرجت من الحساب كأَن عرشي يهوي لولا أني لقيت ربًا كريمًا.
وقال بعض الصالحين: رأيت بهلولًا وهو يبكي راكبًا على قصبة وهو يغدو إلى المقابر، فقلت له: إلى أين؟ فقال: إلى العرض على الله تعالى، فمضى ساعة، ثم عاد وهو يبكي، فقلت له: وما يبكيك؟ قال: من عظم ما أصابني، عرضت بين يديه، فلما عرفني طردني.
وقيل في المعنى شعر:
قد سودت وجهي المعاصي ... وأثقلت ظهري الذنوب
وأورثني ذكرها سقامًا ... وليس لي في الورى طبيبُ
يا شؤم نفسي غداة عرضي ... إذا أحاطت بي الكروب
والداعي لما دعاني باسمي ... أنت تقرأ وما يجيب
هذا كتاب الذنوب فاقرأ ... فعندها تظهر العيوب
وقال بعض الصالحين: رأيت صبيًا ليلة الخميس وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: يا عم، هذا يوم الخميس أتاني، وهو يوم العرض، واعرض على المعلم وأنا أخاف من زلة أو غلطة، فقلت في نفسي: هذا صبي صغير خائف من عرضه على معلمه، وهو بشر مثله، كيف حال من يعرض على مولاه بالقبائح والزلات.
وقيل في المعنى شعر:
سوف تأتي عليك ساعة هول ... حين تعطى صحائف الأعمال
1 / 70