فقال: ما قبلت منها شيئًا، فقلت: يا رب، أنا بين يديك فقيرًا، فقال: وعزتي وجلالي لولا اطلاعي عليك يومًا وقد خرجت من بيتك إلى صحن دارك لتنظر وقت الزوال لئلا يفوت الوقت احتراز لما فرضته عليك لعذبتك في النار. فأدخلني الجنة ".
وحكي عن الحسن البصري ﵁ أنه رؤي في المنام بعد موته، فسئل عن حاله، فقال: " أقامني الله بين يديه وقال: يا حسن تذكر صلاتك في المسجد يوم كذا وكذا، إذا رمقك الناس بأبصارهم فزدت حسنًا في صللاتك، وعزتي وجلالي لولا أن صلاتك لي خالصة لطردتك عن بابي، ولقطعتك عني مرة واحدة ".
اعرف قدرك عند الله
يا هذا، إن أردت أن تعرف قدرك عند الملك فانظر بم تشتغل؟ إن كنت من أهل القرب خالص العمل، وإن كنت من أهل البعد قطعك بمقاطع الأمل.
كم بالباب من واقف بقصة ما يدخل إلا من به نال ماتمى، ويعطي ما سئل. نحن قسمنا ما كان وما يكون.
وقيل إن بعض الرجال الصالحين قام ليلة يتهجد، فسبقه مدامعه، فقال: " يا رب، أما ترحم بكائي؟ فنودي: إن شئت فابك، وإن شئت فلا تبك، لو بكيت الدماء ما صلحت لك ".
وقيل أوصى الله تعالى إلى داود عليه لا السلام: " ليس كل من صلى قبلت صلاته، ولا من عبد الله قبلت عبادته، يا داود، كم من ركعة لا تساوي عندي شيئًا، لأني نظرت إلى قلب صاحبها فوجدته إن برزت له امرأة متعرضة
1 / 24