زعیم ثائر احمد عرابی
الزعيم الثائر أحمد عرابي
اصناف
وعند «باب العرب» طابية تسمى طابية باب العرب تعادل طابية المكس في تسليحها، وتقفل لسان الأرض الواقع بين البحر وبحيرة مريوط، وهي واقعة إلى ما وراء المقطع القديم الذي خرقه الإنجليز عام 1810 قبل خروجهم من مصر، ليدخلوا به مياه البحر إلى بحيرة مريوط، فأغرقت يومئذ قرى كثيرة، وتحولت به صحراء واسعة يابسة إلى مستنقع رديء.
وفي شبه جزيرة رأس التين عدة حصون تحمي الميناء من الجهة الشمالية، وهي طابية «الفنار» التي تحيط بفنار الإسكندرية وتشرف على الميناء، فطابية «رأس التين» الواقعة شمالي سراي رأس التين، فطابية الإسبتالية.
وتلي هذه الحصون شرقا طابية «الأطة» وهي كلمة تركية تنطق أضه، وتعني الجزيرة، وتسمى في الإسكندرية طابية القضاء - الواقعة شرقي حمام الأنفوشي - ثم طابية «الهلالية»، ثم طابية «قايتباي» التي يسميها الأوروبيون حصن «فاروس» ومهمتها حماية المدينة من الجهة الشمالية الشرقية وحماية الميناء الشرقي، يقابلها من الطرف الشرقي لهذا الميناء طابية «السلسلة».
ويلي طابية «السلسلة» شرقا قلاع أبو قير، وهذه لم تشترك في القتال لبعدها عن ميدانه، وبداخل المدينة طابية «كوم الناضورة»، وطابية «كوم الدكة» وتعرف أيضا بكوم الدماس.
وكان يحيط بالمدينة من جهة اليابسة سور قديم يسمى السور العربي، الذي كان باقيا منه إلى عهد قريب بعض آثاره بجهة باب رشيد «باب شرقي»، وهو سور حصين به أبراج للمدافع.
وهذه الحصون منشأة من عهد محمد علي، ماعدا كوم الناضورة وكوم الدكة، فإنهما منشآن من عهد الحملة الفرنسية، وقلعة «قايتباي» المنشأة في القرن الخامس عشر، وكانت الحصون سنة 1882 بحالتها التي كانت عليها في عهد محمد علي وإبراهيم وعباس، وقد أجرى فيها إسماعيل بعض الترميم وجلب لبعضها المدافع الضخمة من طراز أرمسترنج، وهي التي كانت تضاهي مدافع الأسطول البريطاني، وكان عددها 49 مدفعا، أما المدافع الأخرى فلم يكن يعتمد عليها في الضرب لقدمها وضعفها وقرب مرماها، ولم تكن لها أية قيمة حربية في سنة 1882، وهي معظم مدافع الحصون إذ كان عددها 229 مدفعا والأهوان وعددها أربعون.
وكانت حامية الحصون مؤلفة من آلاي طوبجية السواحل، ومجموع قوته الرسمية 1762 مقاتلا بين جنود وضباط وصف ضباط بقيادة الأميرالاي إسماعيل بك صبري، ولكن عددهم الحقيقي كان دون ذلك، ويقول عرابي في مذكراته: لم يزد عن سبعمائة يوم الضرب، ويقول المسيو جون نينيه - الذي شهد ضرب الإسكندرية: إن نصف رماة القنابل «الطوبجية» كانوا متغيبين في قراهم بحجة الاقتصاد والتوفير، وهذا يفسر نقصان عددهم يوم الضرب. وقال: إن الأميرال سيمور كان موقنا قبل الضرب أنه لن يلقى في ميدان القتال سوى هيكل محارب قديم، كان شاكي السلاح بالأمس ثم صار شبحا لا حراك فيه، وقال في موضع آخر يصف إهمال حالة الحصون: «إن معظم المدافع القصيرة المرمى لم تتحرك من موضعها منذ نحو ثمان وثلاثين سنة حين ركبها لأول مرة جاليس بك
Galice Bey
مفتش الاستحكامات في عهد محمد علي ... أما المائة مدفع وواحد من مدافع أرمسترنج من عيار تسع إلى عشر بوصات، فكان منها 64 فقط مركبة في مواضعها، والسبعة والثلاثون الأخرى كانت ملقاة خارج مواضعها، وأما ذخائرها فإنها لم تنقل من مخازنها بالترسانة.»
يخلص مما تقدم بيانه أن الدفاع عن المدينة كان ضعيفا متخاذلا، وأن القوة التي واجهت الضرب لم تتجاوز 700 مقاتل، أما حامية المدينة فلم تشترك في القتال، وكانت مؤلفة من أربعة آلايات: اثنان منها كانا مرابطين أصلا في المدينة، وهما الآلاي الخامس من المشاة بقيادة الأميرالاي مصطفى بك عبد الرحيم برأس التين، والآلاي السادس بقيادة الأميرالاي سليمان بك سامي داود، ويتألف من هذين الآلايين اللواء الثالث بقيادة خورشيد باشا طاهر، والجميع بقيادة الفريق إسماعيل باشا كامل، وقد زيد عليهما آلايان بعد مذبحة الإسكندرية، وهما الآلاي الثاني بقيادة خليل بك كامل، والرابع بقيادة عيد بك محمد، ويتألف من هذين الآلاليين اللواء الثاني بقيادة طلبة باشا عصمت، الذي جعله عرابي قائدا لموقع الإسكندرية وحاميتها.
نامعلوم صفحہ